من توم بالمفورث وآندريا شلال
كييف (رويترز) - قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الأربعاء، في خطاب مؤثر للشعب بمناسبة مرور 31 عاما على الاستقلال، إن أوكرانيا ولدت من جديد مع الغزو الروسي، وإنها لن تتخلى أبدا عن كفاحها من أجل التحرر من هيمنة موسكو.
وأضاف زيلينسكي في الخطاب المسجل، الذي يتزامن مع مرور ستة أشهر على بدء الغزو الروسي في 24 فبراير شباط، أن أوكرانيا لم تعد ترى أن نهاية الحرب ستأتي عندما يحل سلام، بل عندما تخرج منتصرة في النهاية.
وقال "ظهرت أمة جديدة في العالم يوم 24 فبراير الساعة الرابعة صباحا. لم تولد بل ولدت من جديد. أمة لم تبك أو تصرخ أو تخف. أمة لم تهرب. لم تستلم، ولم تنس".
وبدا على زيلينسكي (44 عاما) الإنهاك وهو يلقي الخطاب أمام النصب التذكاري الشاهق في وسط كييف الذي تم تشييده إحياء لذكرى الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، الذي كانت تهيمن عليه روسيا وانهار في عام 1991.
وشدد زيلينسكي على موقف أوكرانيا الثابت في الحرب والذي يعارض أي تسوية من شأنها السماح لموسكو بتحقيق مكاسب إقليمية، بما يشمل أجزاء من جنوب وشرق أوكرانيا استولت عليها روسيا خلال الأشهر الستة الماضية.
وقال "لن نجلس على طاولة المفاوضات بدافع الخوف، والبنادق موجهة صوب رؤوسنا. بالنسبة لنا، فإن أفظع أنواع الحديد ليس الصواريخ والطائرات والدبابات، بل الأغلال. ليست الخنادق، بل القيود".
وتعهد بأن تستعيد أوكرانيا الأراضي التي خسرتها في منطقة دونباس الصناعية في الشرق وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وقال "ما هي نهاية الحرب بالنسبة لنا.. كنا نقول السلام ..الآن نقول النصر".
ويستعد الأوكرانيون لحرب طويلة -وشتاء قاس بسبب نقص الطاقة- بعد صد القوات الروسية في بداية ما تصفها موسكو بأنها "عملية عسكرية خاصة" ومنع سقوط كييف.
وتقول مصادر عسكرية غربية إن القوات الروسية تحرز تقدما ضئيلا في عمليتها الهجومية في المناطق الشرقية والجنوبية بأوكرانيا، وشبهت ما يحدث بقتال الاستنزاف البطيء الدموي في الحرب العالمية الأولى.
وكانت شوارع وسط كييف خالية بشكل غير معتاد صباح يوم الأربعاء بعد أيام من تحذيرات من أن روسيا قد تشن هجمات صاروخية جديدة على المدن الكبرى. وسمعت صفارة إنذار من غارة جوية في العاصمة الساعة 0740 بتوقيت جرينتش.
(إعداد دعاء محمد ورحاب علاء للنشرة العربية - تحرير سها جادو)