كل شيء تريد معرفته عن المعونة الأمريكية: أداة ضغط ترامب على مصر

تم النشر 13/02/2025, 13:54
© Reuters

Investing.com - أطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ أيام تهديدًا بإيقاف المساعدات المالية لكل من الأردن ومصر إذا لم توافقا على استقبال اللاجئين من قطاع غزة في حال تم تهجيرهم من هناك، حيث يستخدم ترامب كارت المعونات وتمويلات المنظمات الدولية لتحقيق أهداف بلاده السياسية والضغط على الدول المستقبلة لهذه المعونات أو الأموال.

هل تريد معرفة كيف يدير المستثمرون الناجحون محافظهم؟ احصل على InvestingPro واطلع على استراتيجيات أفضل المستثمرين، بالإضافة إلى أكثر من 100 توصية شهرية للأسهم بناءً على تحليلات مدعومة بالذكاء الاصطناعي. إذا كنت مهتمًا، اضغط هنا لمزيد من التفاصيل!

خلال مقابلة أجراها مع الصحافيين في البيت الأبيض، سُئل ترامب عما إذا كانت واشنطن تستطيع وقف المساعدات المالية السنوية المقدمة إلى مصر والأردن، والتي تقدر بالمليارات، إذا رفض البلدان استقبال الفلسطينيين النازحين من غزة. فجاء ردّه: "نعم، ربما يكون ذلك سهلًا، ولمَ لا؟ إذا لم يوافقا، يمكنني ببساطة وقف تقديم المساعدات".

وقف المساعدات الخارجية

كان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، قد أصدر يوم الجمعة، توجيهات بتعليق معظم المساعدات الخارجية الأميركية، مع استثناء التمويل المقدم لإسرائيل ومصر، وفقًا لما ورد في مذكرة داخلية.

وأشارت المذكرة، التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس، إلى أنه "لا يجوز الالتزام بأي تمويل جديد لأي جهة أو تمديد أي تمويل حالي إلا بعد مراجعة شاملة والموافقة عليه... بما يتماشى مع أجندة الرئيس دونالد ترامب".

ويُذكر أن المذكرة استثنت المساعدات الغذائية الطارئة ولم تتضمن أي إشارة إلى أوكرانيا، التي حصلت على مليارات الدولارات في عهد الرئيس السابق جو بايدن لدعمها ضد روسيا، مما يرجح أن هذه المساعدات قد تم تعليقها أيضًا.

يأتي هذا القرار في إطار أمر تنفيذي أصدره ترامب يوم تنصيبه، والذي نصَّ على تجميد جميع المساعدات الخارجية الأميركية لمدة تسعين يومًا.

الجدير بالذكر أن إسرائيل ومصر من بين الدول الأكثر استفادة من المساعدات العسكرية الأميركية. وأوضح وزير الخارجية الأميركي في المذكرة أن الإدارة الجديدة تحتاج إلى تقييم مدى كفاءة وفعالية هذه المساعدات، والتأكد من أنها تتماشى مع السياسة الخارجية التي يعتمدها ترامب.

تُقدَّر المعونة الأميركية السنوية لمصر بمبلغ ثابت يُمنح منذ توقيع اتفاقية السلام المصرية-الإسرائيلية عام 1979. وكان الرئيس الأميركي آنذاك، جيمي كارتر، قد أعلن تقديم مساعدات اقتصادية وعسكرية لكل من مصر وإسرائيل، حيث تحولت منذ عام 1982 إلى منح غير قابلة للاسترداد، بقيمة 3 مليارات دولار لإسرائيل و2.1 مليار دولار لمصر، تشمل 815 مليون دولار كمعونة اقتصادية و1.3 مليار دولار كمساعدات عسكرية.

وعلى مدار العقود الماضية، بلغ إجمالي المساعدات الأميركية لمصر نحو 80 مليار دولار. وتُمثِّل هذه المساعدات حوالي 57% من إجمالي ما تحصل عليه مصر من منح ومساعدات دولية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي واليابان ودول أخرى. ومع ذلك، فإن قيمة هذه المعونات لا تشكل أكثر من 2% من إجمالي الدخل القومي المصري.

ملف تهجير الفلسطينيين

وفي تصريح آخر، أعرب ترامب عن ثقته في أن الأردن والدول العربية الأخرى لن ترفض استقبال الفلسطينيين من قطاع غزة، وقال: "أنا واثق بأن ملك الأردن، عبد الله الثاني، سيقبل الفلسطينيين، وأعتقد أن دولًا أخرى ستفعل ذلك أيضًا. لديهم قلوب طيبة"، على حد وصفه.

لكن يبقى السؤال: كيف ستتعامل مصر مع هذا التهديد إذا تم تنفيذه؟ وهل يمكن أن ينجح ترامب في فرض مخططه لإجبار القاهرة على قبول توطين الفلسطينيين رغم نفيها المتكرر؟

في هذا السياق، صرَّح الخبير العسكري المصري اللواء أركان حرب هيثم حسين، المستشار بكلية القادة والأركان، لموقع "العربية.نت"، أن ترامب يلجأ إلى إطلاق تصريحات مثيرة للجدل في محاولة للضغط على الأردن قبل اجتماعه بالملك عبد الله، وكذلك على القيادة السياسية المصرية قبيل لقائه بالرئيس السيسي. وأضاف حسين أن الموقف المصري لا يزال ثابتًا، وأن ظهور وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في لقاء قوي مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يدل على أن مصر ليست قلقة من تصريحات ترامب، ولا تخشى وقف المساعدات الأميركية.

وأوضح حسين أن واشنطن لطالما استخدمت ورقة المساعدات كأداة للضغط على مصر، لكنها لم تنجح بسبب المواقف الصارمة للقاهرة حيال هذا الأمر. كما أشار إلى أن المؤسسة العسكرية الأميركية لديها مصالح استراتيجية في استمرار التعاون مع مصر، ولا ترغب في خسارتها.

استخدام صندوق النقد

وأشار الخبير المصري إلى احتمال لجوء ترامب إلى ورقة أخرى أكثر تأثيرًا، وهي استخدام صندوق النقد الدولي والقروض المقدمة لمصر كوسيلة للضغط عليها. فقد يسعى ترامب إلى منع القاهرة من الحصول على قروض دولية، والتأثير على مؤسسات التمويل التي تخضع لنفوذ واشنطن لإصدار تقارير تقلل من التصنيف الائتماني لمصر، مما قد ينعكس سلبًا على مناخ الاستثمار في البلاد. ومع ذلك، شدَّد حسين على أن تماسك الشعب المصري وقدرته على الصمود ستحبط أي محاولات للضغط الاقتصادي.

وأضاف أن ترامب قد يلجأ أيضًا إلى اختلاق ذرائع لعدم تمديد الهدنة بين إسرائيل والفلسطينيين، ما يتيح لإسرائيل استئناف عملياتها العسكرية بهدف إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم. ورأى الخبير أن ترامب قد يعتقد أن خطته ستنجح في النهاية.

في غضون ذلك، أجرى وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، محادثات في واشنطن مع نظيره الأميركي ماركو روبيو يوم الاثنين الماضي. ووفقًا لما نقلته الخارجية المصرية، شدد عبد العاطي على أهمية تنسيق الجهود مع الإدارة الأميركية لتحقيق السلام العادل في المنطقة، بما يضمن حقوق الفلسطينيين، وعلى رأسها حقهم في إقامة دولتهم المستقلة على أراضيهم.

كما أكد الوزير المصري على ضرورة إعادة إعمار (TADAWUL:4220) قطاع غزة في أقرب وقت ممكن، مشددًا على أن الفلسطينيين يجب أن يبقوا في القطاع. ولفت إلى أن فكرة تهجير سكان غزة مرفوضة تمامًا، ليس فقط من قبل الفلسطينيين أنفسهم، بل من جميع الدول العربية والإسلامية، وكذلك المجتمع الدولي.

واختتم عبد العاطي حديثه بالتأكيد على أهمية الحل السياسي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وفقًا للقانون الدولي، الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

استفد من البيانات الحصرية المتاحة عبر إنفستنغ برو وقيم استثماراتك المختلفة سواء في الأسواق العربية أو العالمية. اشترك الآن من هنا

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.