Investing.com - وفقًا لتقرير نشره بلومبرج، بدأت المملكة العربية السعودية في تقليل اعتمادها على شركات الاستشارات الأجنبية بعد سنوات من الاعتماد الكبير عليها لتوجيه التحوّل الاقتصادي الضخم الذي تشهده. وعلى الرغم من أن المملكة لا تزال واحدة من أكبر أسواق الاستشارات في العالم، إلا أن وتيرة منح العقود بدأت تتباطأ، مما أثر على العديد من شركات الاستشارات الكبرى.
هل تريد معرفة أفضل 20 سهم للشراء في إبريل؟
أداة ProPicks من InvestingPro تقدم 6 قوائم استثمار (استراتيجيات) للسوق الأمريكي واستراتجيتان للسوق السعودي مع تحديث شهري. توفر لك أفضل فرص التعرض للربح مع أقل مخاطر.
تأثير التراجع على شركات الاستشارات
أدى هذا التراجع إلى تخفيضات وظيفية في شركات مثل PwC (وحدة Strategy&) وRoland Berger خلال العام الماضي. كما تم نقل بعض الموظفين إلى مواقع أخرى مثل الدوحة.
وصلت التأثيرات إلى Boston Consulting Group Inc. (BCG)، التي لديها أكثر من ألف موظف في المنطقة بعد عملية توظيف مكثفة في السنوات الأخيرة. وفقًا لمصادر مطلعة، يوجد عشرات من مستشاري BCG في السعودية ودول الخليج في وضع "غير نشط" (باستخدام مصطلح صناعي للاستشاريين غير المشاركين في مشاريع حالية).
حظر PwC وتداعياته
تلقّت PwC ضربة قوية بعد أن حظرها صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) من الحصول على عقود استشارية لمدة عام. لم تعلق الشركة علنًا على أسباب الحظر، لكنها أشارت في مذكرة داخلية إلى "وضعية متعلقة بالتعامل مع العملاء". ومع ذلك، لا تزال منافساتها تفوز بعقود من الصندوق.
قالت رانا مارستاني، الرئيس التنفيذي لـR Consultancy Group، وهي شركة بريطانية تساعد في تسهيل التوسع التجاري في السعودية والإمارات: "للسنوات، سيطرت شركات الاستشارات الكبرى على الشرق الأوسط، لكن المدّ بدأ يتغير."
ضغوط مالية وتغييرات سياسية
يأتي هذا التغيير في ظل انخفاض أسعار النفط وزيادة العجز المالي في السعودية، مما أدى إلى جعل البيئة أكثر تنافسية. كما بدأت تظهر تغييرات في الرأي العام المحلي، حيث أعرب بعض السعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي عن استيائهم من الإنفاق الكبير على الاستشاريين الدوليين، بينما دعا آخرون إلى توظيف محلي أكبر.
أشارت مارستاني أيضًا إلى أن الشركات العالمية غالبًا ما ترسل مستشاريين صغارًا بمعرفة محدودة بالمنطقة ويطبقون نماذج عمل غربية على أسواق تعمل بمنطق مختلف تمامًا. وقالت: "هناك أيضًا مشكلة التكلفة. الشركات والجهات الحكومية تتساءل لماذا تدفع ملايين الدولارات مقابل نصائح يمكن لفرق داخلية وبرامج الذكاء الاصطناعي توليدها بشكل أسرع وأرخص."
تراجع عالمي في قطاع الاستشارات
يواجه قطاع الاستشارات فترة حرجة مع تراجع الأسواق في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الصين وأستراليا وأفريقيا وبريطانيا. كما واجهت شركات الاستشارات انتقادات في الماضي لعملها مع السعودية، وحذرت المملكة البنوك وشركات الاستشارات من أنها قد تواجه ملاحقات قضائية إذا تعاونت مع تحقيقات من قبل الكونغرس الأمريكي.
قال توم رودينهاوزر، الشريك الإداري في Kennedy Intelligence، وهي شركة تتبع أداء شركات الاستشارات: "هناك عدة تحديات، ليس أقلها تراجع الصين كسوق نمو. كما أن التراجع في السعودية والقطاع الحكومي الأمريكي يؤثر أيضًا."