أحد أعضاء الفيدرالي يغير توقعاته بشأن الفائدة.. وتحذيرات جديدة من ترامب

Investing.com - قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، رافائيل بوستيك، إنه يتوقع تباطؤًا في وتيرة السيطرة على التضخم خلال الأشهر المقبلة، ونتيجة لذلك، بات يرى أن البنك المركزي سيخفض سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية فقط بحلول نهاية هذا العام.

وأشار بوستيك، خلال مقابلة أمس مع "بلومبرغ"، إلى أن ضعف التقدم في السيطرة على التضخم، إلى جانب نية الشركات تحميل المستهلكين تكلفة الرسوم الجمركية الجديدة، سيدفع السياسة النقدية إلى تأخير أي تعديلات.

وكان بوستيك قد توقع في السابق أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتين هذا العام، وهو ما اتفق عليه أغلب أعضاء البنك خلال اجتماعهم الأسبوع الماضي، حيث أظهرت توقعاتهم المتوسطة خفضين بواقع ربع نقطة مئوية في 2025.

ومع ذلك، رفع العديد من المسؤولين توقعاتهم، رغم أن متوسط التوقعات ظل ثابتًا. وأوضح بوستيك أن موقفه الجديد يستند إلى التباطؤ المتوقع في انخفاض التضخم وإلى شعور عام بين رجال الأعمال بأنهم يعتزمون تمرير الضرائب الجمركية القادمة مباشرة إلى المستهلكين.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد فرض بالفعل تعريفات جمركية جديدة على الصين والمعادن المستوردة، ويخطط لزيادة الرسوم على المكسيك وكندا والعديد من الدول الأخرى الشهر المقبل.

ورغم أن التعريفات الجمركية قد تؤدي من الناحية النظرية إلى ارتفاع مؤقت في الأسعار، أبدى بوستيك قلقه من أن الوضع الحالي قد يكون مختلفًا، نظرًا لاعتياد الشركات والمستهلكين على ارتفاع التضخم بعد تجربة ما بعد الجائحة.

وقال بوستيك: "بالنسبة للشركات، فإن التمرير الكامل للتكلفة هو القاعدة المتوقعة"، مشيرًا إلى أن المديرين التنفيذيين لا يعتقدون أنهم سيفقدون حصتهم في السوق. وأضاف: "إنهم يظنون أن المستهلكين سيتمكنون من التكيف".

ويُذكر أن بوستيك لا يمتلك حق التصويت على سياسة أسعار الفائدة هذا العام.

ضغوط من ترامب على الاحتياطي الفيدرالي

للمرة الثانية في غضون خمسة أيام، دعا الرئيس ترامب إلى خفض أسعار الفائدة، مما زاد الضغوط على البنك المركزي.

وقال ترامب خلال اجتماع لمجلس الوزراء يوم الاثنين: "أود أن أرى الاحتياطي الفيدرالي يخفض أسعار الفائدة"، مشددًا على أن أسعار المواد الغذائية والطاقة تتراجع.

وأضاف: "هذا مجرد رأيي، لأن الأمور تتحسن. التضخم لدينا تحت السيطرة. كما أن مبالغ ضخمة من الأموال ستبدأ في التدفق قريبًا من العائدات الجمركية".

وخلال الاجتماع ذاته، أكد وزير الخزانة، سكوت بيسنت، أن التضخم سيظل تحت السيطرة، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تعمل على تقليل "التوظيف الزائد في القطاع الحكومي"، بحيث يحصل كل شخص يتم تسريحه من الحكومة على فرصة للانتقال إلى القطاع الخاص.

وأوضح بيسنت أن هذه الإجراءات "ستؤدي إلى انخفاض التضخم" والسيطرة عليه.

ترامب يضغط على الفيدرالي قبيل "يوم التحرير"

تأتي تعليقات ترامب الجديدة حول البنك المركزي بعد تصريح أدلى به الأربعاء الماضي عبر منصة "تروث سوشيال"، حيث قال إن الاحتياطي الفيدرالي سيكون "أفضل حالًا بكثير" إذا خفض أسعار الفائدة مع دخول التعريفات الجمركية الجديدة حيز التنفيذ.

وقال ترامب في منشوره بتاريخ 19 مارس: "سيكون الاحتياطي الفيدرالي في وضع أفضل بكثير إذا قام بخفض الفائدة مع بدء تأثير التعريفات الجمركية على الاقتصاد. افعلوا الشيء الصحيح. الثاني من أبريل هو يوم التحرير في أمريكا!!!".

وتأتي هذه التصريحات بعد أن أبقى الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير للمرة الثانية على التوالي يوم الأربعاء الماضي، كما حافظ على توقعاته السابقة بخفضين للفائدة خلال العام الجاري.

لكن البنك المركزي عدّل توقعاته بشأن التضخم بزيادتها، كما خفّض توقعاته للنمو الاقتصادي، وأرجع رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، هذا التغيير جزئيًا إلى حالة عدم اليقين الناتجة عن خطط ترامب لفرض تعريفات جمركية إضافية على العديد من الدول، إلى جانب الرسوم الجديدة المفروضة على الصين وكندا والمكسيك.

ووعد الرئيس الأمريكي بالإعلان عن تعريفات "متبادلة" على العديد من الدول في الثاني من أبريل، وهو اليوم الذي بات يُطلق عليه "يوم التحرير".

باول يحذر من تأثير التعريفات الجمركية على الأسعار

لم يتجنب باول الحديث عن تأثير سياسة ترامب التجارية خلال مؤتمره الصحفي يوم الأربعاء الماضي.

وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي أن جدول أعمال ترامب التجاري قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، لكنه وصف تأثير التعريفات المحتمل على الأسعار بأنه "مؤقت"، وهو مصطلح سبق أن استخدمه مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في 2021 عندما بدأت الأسعار في الارتفاع خلال رئاسة جو بايدن.

وكان مسؤولو البنك المركزي قد توقعوا أن يكون التضخم الناجم عن جائحة كورونا "مؤقتًا"، ورأوا أنه لا داعي لرفع أسعار الفائدة بسرعة، لكن هذا التوقع كان خاطئًا، إذ ارتفع التضخم إلى أعلى مستوى له منذ أربعة عقود في 2022، مما دفع الفيدرالي إلى تنفيذ حملة هي الأشد صرامة منذ السبعينيات لكبح التضخم.

وخلال مؤتمره الصحفي الأخير، قال باول إن التأثير "المؤقت" للتعريفات الجمركية على الأسعار هو "السيناريو الأساسي لدينا، لكن لا يمكننا التأكد من ذلك"، مؤكدًا أن البنك المركزي سيواصل نهجه الحذر في التعامل مع أجندة ترامب الاقتصادية التي لا تزال تتكشف.