المستثمرون يبيعون كل ما هو ما أمريكي وسط ارتباك واسع النطاق بالأسواق

تم النشر 21/04/2025, 18:06
© Reuters.

Investing.com - تزايد زخم عمليات بيع كل ما هو أمريكي يوم الإثنين، وسط مخاوف من أن الرئيس دونالد ترامب قد يُنفذ تهديده بإقالة رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، ويُقرّ سياسات قد تؤدي إلى ركود اقتصادي.

تراجعت قيمة الدولار، ومؤشرات الأسهم الأميركية، وسندات الخزانة، ما أدى إلى ارتفاع العائد على السندات لأجل 30 عامًا بمقدار 10 نقاط أساس في تداولات ضعيفة أعقبت عطلة رسمية. ويتعامل المستثمرون مع مخاطر إقالة باول، وهي خطوة قالت إدارة البيت الأبيض الأسبوع الماضي إنها قيد الدراسة، إضافة إلى تداعيات سياساته على أكبر اقتصاد في العالم.

وقال إيان لينغن، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة الأميركية لدى بنك "بي إم أو كابيتال ماركتس": "في وقت ضخت فيه الإدارة بالفعل مستويات متزايدة من عدم اليقين في الآفاق الاقتصادية، فإن أي محاولة لإقالة باول ستزيد من الضغوط الهبوطية على الأصول الأميركية".

استثمر بثقة في الأسواق المتقلبة مع تحليلات Investing Pro الاحترافية! احصل على رؤية استراتيجية لأسهم الشركات الأمريكية مع توقعات الخبراء حول تأثير الصراع بين ترامب وباول على أداء السوق، واتخذ قرارات استثمارية مدروسة في ظل التقلبات الحادة.

تدهور الثقة في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي

رغم أن الخبراء القانونيين يقولون إن الرئيس لا يستطيع إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي بسهولة، وأن باول صرّح بأنه لن يستقيل حتى لو طلب منه ترامب ذلك، فإن مجرد التكهن بالأمر يوجه ضربة جديدة للأصول الأميركية. كما أن الرسوم الجمركية التجارية العدوانية التي فرضتها واشنطن زادت من مخاوف الركود، وأثارت الشكوك بشأن مكانة سندات الخزانة كملاذ آمن مفضل.

ويثير هذا الخليط من المخاطر قلقًا متزايدًا بشأن مسارات النمو والتضخم، ومدى قدرة الاحتياطي الفيدرالي على الموازنة بينهما. وبينما يتوقع المتداولون خفض أسعار الفائدة ثلاث مرات على الأقل هذا العام، كتب بيل دادلي، الرئيس السابق لفرع الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، في مقال رأي نُشر في بلومبرغ، أن صناع السياسات من المرجح أن يتحركوا بوتيرة أبطأ مما هو متوقع.

تراجع الدولار وارتفاع اليورو والين

انخفض مؤشر الدولار بنسبة بلغت 1% تقريبًا يوم الإثنين، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ أواخر عام 2023، قبل أن يقلص بعض خسائره. وارتفع الين إلى مستوى لم يُسجل منذ سبتمبر، فيما قفز اليورو إلى أعلى مستوياته في أكثر من ثلاث سنوات.

ويتداول اليورو حاليًا عند مستوى 1.15 دولار تقريبًا، وهو ما يقارب أكثر التوقعات تفاؤلًا لنهاية العام بحسب الاستراتيجيين. أما الين، فيتداول عند حوالي 140.50 مقابل الدولار، وهو أقوى من الهدف الوسيط لنهاية العام البالغ 143، وفقًا لبيانات بلومبرغ.

وقالت هيلين غيفن، متعاملة في أسواق الصرف لدى شركة "مونيكس": "تلميحات ترامب حول إمكانية إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي، حتى وإن لم تتحقق، تُشكل تهديدًا كبيرًا في نظر المجتمع الدولي لاستقلالية البنك المركزي الأميركي، وبالتبعية لوضع الدولار كعملة ملاذ آمن".

تحذيرات من تفاقم الركود حال تقويض استقلالية البنك المركزي

وأضافت غيفن: "إذا دخل الاقتصاد الأميركي في ركود في ظل وجود بنك مركزي لا يمكنه أو لا يُسمح له بالتصرف باستقلالية، فإن مثل هذا التباطؤ قد يتفاقم، مما يُعطي الأسواق سببًا إضافيًا للقلق".

وتزايدت عمليات البيع بعد أن صرح كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، يوم الجمعة، أن ترامب يدرس المسألة، وذلك عقب تقرير أفاد بأن الرئيس يدرس بالفعل هذا الخيار.

وكانت عدة صناديق تحوط من بين من باعوا الدولار يوم الإثنين عقب تصريحات هاسيت، وفقًا لمتداولين مطّلعين على المعاملات، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لعدم السماح لهم بالحديث علنًا.

وتُظهر بيانات لجنة تداول السلع الآجلة أن صناديق التحوط أصبحت الآن الأقل تفاؤلًا تجاه الدولار الأميركي منذ أكتوبر. ورغم أن العناوين المتعلقة بباول لا تُساعد على تحسين المعنويات، يرى آخرون أن تصاعد الحرب التجارية العالمية سيظل المحرك الرئيسي لتداول الدولار.

الاستقلالية النقدية في خطر وتأثيرها على ثقة المستثمرين الأجانب

قال ويل كومبرنول، استراتيجي الاقتصاد الكلي في شركة "إف إتش إن فايننشال" في شيكاغو: "استقلالية البنك المركزي ثمينة للغاية، ولا ينبغي اعتبارها أمرًا مفروغًا منه، كما أنها صعبة الاسترداد إذا فُقدت".

وأضاف: "تهديدات ترامب ضد باول لا تساعد في تعزيز ثقة المستثمرين الأجانب في الأصول الأميركية، لكني لا أزال أعتقد أن مستجدات الرسوم الجمركية تظل المحرك الرئيسي".

ولم تقتصر التراجعات يوم الإثنين على الدولار فقط، بل انخفضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية كذلك، فيما اتسع الفارق في منحنى عوائد سندات الخزانة، حيث انخفض العائد على السندات لأجل عامين، بينما قفز عائد السندات لأجل 30 عامًا.

المؤشرات التقنية تدق ناقوس الخطر وسط تدهور الثقة الاقتصادية

ارتفع العائد الإضافي الذي يطلبه المستثمرون مقابل الاحتفاظ بسندات الخزانة لأجل 30 عامًا مقارنة بسندات العامين، لتسعة أسابيع متتالية — وهي فترة لم تحدث سوى مرة واحدة منذ بدأت بلومبرغ جمع هذه البيانات عام 1992.

وفي الوقت نفسه، تتزايد تحذيرات استراتيجيي الأسهم في وول ستريت مع استمرار تأثير الحرب التجارية التي يقودها ترامب على آفاق النمو الاقتصادي والأرباح في الولايات المتحدة.

وقد خفّض استراتيجيون في شركة سيتي غروب الأسبوع الماضي تقييمهم للأسهم الأميركية، قائلين إن "التصدعات في استثنائية الاقتصاد الأميركي" ستستمر. وانضموا بذلك إلى مؤسسات مثل بنك أوف أميركا وبلاك روك، ممن أصبحوا أكثر تشاؤمًا تجاه الأسهم في الأيام الأخيرة.

وقال غاريث بيري، استراتيجي في شركة "ماكواري" في سنغافورة: "قد يكون الضغط على باول هو السبب الأخير لبيع الدولار، لكن الواقع هو أن السوق لم تعد بحاجة إلى مبررات إضافية".

وأضاف: "ما حدث بالفعل خلال الأشهر الثلاثة الماضية يكفي لتبرير استمرار عمليات بيع الدولار الأميركي، وربما يستمر ذلك لعدة أشهر قادمة".

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2025 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.