Investing.com - قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان جولسبي، يوم الأربعاء، إن البيانات التي أظهرت تضخماً معتدلاً في أسعار المستهلكين خلال شهر أبريل لا تعكس بالضرورة تأثير ارتفاع الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية، مشيراً إلى أن الاحتياطي الفيدرالي لا يزال بحاجة إلى المزيد من البيانات لتحديد اتجاه الأسعار والاقتصاد.
تباطؤ في التضخم السنوي
أظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في الولايات المتحدة لشهر أبريل أن الضغوط التضخمية قد تراجعت خلال أول شهر يُطبّق فيه عدد من الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب، مما يشير إلى تراجع نسبي في وتيرة ارتفاع الأسعار.
وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 2.3% على أساس سنوي في أبريل، متراجعاً عن زيادة مارس السنوية البالغة 2.4%، وأقل من توقعات الاقتصاديين التي أشارت إلى زيادة سنوية قدرها 2.4%.
وعلى أساس شهري، زادت الأسعار بنسبة 0.2%، مقارنة بتراجع نسبته 0.1% في مارس، وهي نتيجة أفضل من التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع شهري نسبته 0.3%.
وعند النظر إلى معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني الأسعار الأكثر تقلبًا مثل الغذاء والطاقة، فقد سجلت الأسعار في أبريل ارتفاعًا بنسبة 0.2% مقارنة بالشهر السابق، أي أعلى من ارتفاع مارس البالغ 0.1%، لكنها لا تزال أقل من توقعات المحللين التي بلغت 0.3%. وعلى أساس سنوي، ارتفعت الأسعار الأساسية بنسبة 2.8%، وهي نفس النسبة التي سجلت في الشهر السابق، وجاءت متماشية مع توقعات الخبراء.
"ضبابية" في المشهد الاقتصادي... والفيدرالي يترقب
في حديثه لبرنامج "Morning Edition" على إذاعة NPR، قال جولسبي: "هناك لحظات يكون فيها الكثير من الغبار في الهواء... لدينا الكثير من الضجيج... ونحن نحاول أن نفهم الخط الفاصل الواضح."
هذا التصريح يعكس حذراً شديداً لدى الفيدرالي في تفسير البيانات، في وقت لم يغيّر فيه أسعار الفائدة منذ ديسمبر، ويرجّح أن يبقي عليها مستقرة في الوقت الراهن، بانتظار نتائج سياسات الرسوم الجمركية التي تنتهجها إدارة ترمب ومآلات المفاوضات التجارية الجارية.
وأكد جولسبي، الذي يعد أحد الأعضاء المصوتين حالياً في لجنة السياسة النقدية التابعة للفيدرالي، أن الأرقام الحالية "تشير إلى أن الأمور تسير بشكل جيد، على الأقل في الوقت الراهن".
وأضاف: "ليس من الواقعي توقّع أن تتخذ الشركات أو البنوك المركزية قرارات طويلة المدى في ظل هذا القدر من التقلبات قصيرة الأجل. هذا ببساطة بيئة صعبة للغاية."
يسلط كلام جولسبي الضوء على نهج الانتظار والترقب الذي يعتمده الفيدرالي حالياً، مع التركيز على تتبع التطورات المحلية والعالمية بدقة قبل اتخاذ أي قرارات جوهرية بشأن أسعار الفائدة.