سهم سابك يقترب من أدنى مستوى في 52 أسبوعا مع قيمة عادلة رائعة
Investing.com - أفادت مصادر مطلعة لوكالة بلومبرغ بأن الولايات المتحدة تستعد لاحتمال شن ضربة عسكرية على إيران خلال الأيام المقبلة، في مؤشر واضح على أن واشنطن تُعد البنية التحتية اللازمة للدخول المباشر في صراع مع طهران وسط تصعد إيراني غير مسبوق واعتراف نتنياهو بالخسائر.
وأوضحت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً لحساسية المحادثات، أن الوضع لا يزال في حالة تطور وقد يتغير، بينما أشار بعضهم إلى خطط محتملة لتنفيذ الضربة في عطلة نهاية الأسبوع. وأضاف أحد المصادر أن كبار القادة في عدد من الوكالات الفيدرالية بدأوا بالفعل الاستعداد لهجوم وشيك.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تحدث علناً خلال الأيام الماضية عن إمكانية تنفيذ مثل هذه الضربة ضد إيران، التي تخوض حربًا مع إسرائيل منذ نحو أسبوع.
وفي تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض يوم الأربعاء، قال ترامب إنه "لديه أفكار عما يجب فعله"، وأضاف أنه يفضل اتخاذ "القرار النهائي قبل لحظة من موعده"، نظراً لأن الوضع في الشرق الأوسط يتغير بسرعة.
وفي وقت سابق من اليوم نفسه، قال ترامب: "قد أفعلها، وقد لا أفعلها"، عندما سئل عما إذا كان يقترب من شن هجوم على إيران. وصرّح مسؤول في البيت الأبيض أن جميع الخيارات لا تزال مطروحة.
وبالتزامن مع هذه التطورات، تراجعت الأسواق الآسيوية مع اتساع نطاق الانخفاضات عقب تسريبات الاستعدادات الأمريكية، حيث هبط مؤشر إقليمي للأسهم بنسبة بلغت 0.7%.
تحول واضح في الخطاب الرئاسي
يمثل انفتاح ترامب على خيار الحرب تحولاً ملحوظًا عن تصريحاته العلنية قبل أسبوع فقط، حين دعا إلى مفاوضات دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لنزع السلاح النووي مع إيران.
ويمنح التأخير بضعة أيام في تنفيذ الضربة المحتملة فرصة إضافية للقادة الإيرانيين لإظهار استعدادهم للتخلي عن بعض قدرات تخصيب اليورانيوم، في محاولة لردع هجوم أمريكي.
وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت سابق من الأربعاء، أن بلاده لا تزال "ملتزمة بالدبلوماسية"، وأنها "لم تسعَ يومًا لامتلاك أسلحة نووية ولن تسعى لذلك أبدًا".
وأفادت مصادر مطلعة بأن وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا يخططون لعقد محادثات نووية مع نظيرهم الإيراني يوم الجمعة المقبل في جنيف.
ضغوط داخلية تدفع نحو التصعيد
شهد خطاب ترامب تحولًا كبيرًا في الأيام الأخيرة، بعدما حذّره حلفاؤه من أن إيران باتت قريبة من امتلاك سلاح نووي. وكان السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام من كارولاينا الجنوبية أحد أبرز الأصوات التي حثت الرئيس على التفكير في خيار عسكري، وفقاً لما ذكرته مصادر مطلعة.
وقالت المصادر إن ترامب أجرى عدة اتصالات مع غراهام خلال الأيام الماضية. وفي تصريحات يوم الأربعاء، قال غراهام عن إيران: "لقد منحهم فرصة للدبلوماسية، لكنهم ارتكبوا خطأ في الحسابات. وكلما أسرعنا في إنهاء هذا التهديد للإنسانية، كان ذلك أفضل".
وأضاف غراهام، الذي تحدث إلى ترامب يوم الثلاثاء، أن الرئيس "يركّز للغاية، ويتعامل بهدوء"، ويعني ما يقول حين يؤكد أنه لا يريد أن تمتلك إيران سلاحًا نوويًا.
ترامب والسياسة الخارجية: من الابتعاد إلى الانخراط
لطالما دعا ترامب، خلال سنوات حكمه، إلى عدم التورط في الصراعات الخارجية، وركز على حملة انتخابية تعهد فيها بمنع نشوب حرب عالمية جديدة والتركيز على القضايا المحلية.
إلا أنه صرح الثلاثاء بأنه شجّع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية على "الاستمرار" في عملياته العسكرية، مؤكدًا أنه لم يبلغه بأي نية لإشراك القوات الأمريكية في الهجمات.
ومنذ بدء الضربات الإسرائيلية، أطلقت إيران حوالي 400 صاروخ باليستي ومئات الطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، ما أدى إلى مقتل 24 شخصًا وإصابة أكثر من 800، بحسب الحكومة الإسرائيلية. وفي المقابل، قُتل ما لا يقل عن 224 إيرانيًا جرّاء الضربات الإسرائيلية.
تحذيرات إسرائيلية واستعداد لهجمات جديدة
من جهتها، واصلت إسرائيل حملتها دون بوادر تهدئة، حيث حذّرت الجيش الإسرائيلي المدنيين الإيرانيين من البقاء في منطقة أراك-خُنداب، وهي منطقة استراتيجية وسط إيران تحتوي على بعض البنى التحتية النووية الأكثر أهمية، بما في ذلك مفاعل أراك للمياه الثقيلة.
وقد كان مفاعل أراك محورًا للقلق الدولي لسنوات طويلة، نظرًا لإمكانية استخدامه في إنتاج البلوتونيوم، الذي يُحتمل أن يُستخدم لاحقًا في تصنيع أسلحة نووية، إذا ما توفرت قدرات إعادة المعالجة.
وفي منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي باللغة الفارسية، كتب الجيش الإسرائيلي: "وجودكم في تلك المناطق يعرّض حياتكم للخطر"، وهي صيغة مشابهة للتحذيرات السابقة التي سبقت شن غارات جوية.
بهذا تتصاعد احتمالات الانزلاق إلى مواجهة أوسع نطاقًا بين الولايات المتحدة وإيران، بينما يواصل العالم مراقبة تطورات المشهد في الشرق الأوسط بقلق بالغ.
ضربات صاروخية إيرانية تستهدف البورصة
في تصعيد غير مسبوق منذ اندلاع المواجهات بين إيران وإسرائيل، شهدت صباح اليوم عدة مدن إسرائيلية ضربات صاروخية مباشرة أطلقتها طهران، مستهدفة مواقع حيوية ومناطق سكنية داخل العمق الإسرائيلي، في هجوم هو الأوسع نطاقًا حتى الآن ضمن هذا النزاع المتصاعد.
بحسب ما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن أحد الصواريخ الإيرانية أصاب بشكل مباشر مبنى البورصة في مدينة رمات غان، الواقعة إلى الشرق من تل أبيب. وأسفرت الضربة عن أضرار مادية جسيمة طالت المبنى المستهدف والمنشآت المحيطة به، ما أحدث حالة من الذعر في صفوف المدنيين.
وأظهرت مشاهد بثّتها وسائل إعلام محلية تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان من موقع الانفجار، بينما سارعت فرق الدفاع المدني والطوارئ إلى المكان للعمل على إخماد الحرائق ونقل المصابين وتطويق المنطقة تحسبًا لأي هجمات جديدة.
نتنياهو يعترف بالخسائر ويتوعد إيران
وفي أول تعليق رسمي على التطورات، أقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال كلمة متلفزة ألقاها صباح اليوم الأربعاء، بأن إسرائيل تتكبد خسائر كبيرة في خضم المواجهة المستمرة مع إيران، مؤكدًا أن المعركة مكلفة، لكنها ضرورية.
وقال نتنياهو: "نتعرض لخسائر فادحة، لكن الجبهة الداخلية صامدة، وإسرائيل أقوى من أي وقت مضى"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن الجيش الإسرائيلي يواصل توجيه ضربات موجعة إلى الداخل الإيراني.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أن قواته "تُحكم السيطرة على سماء طهران" وتواصل استهداف "المنشآت النووية، ومنصات إطلاق الصواريخ، والمقار القيادية، ورموز السلطة الإيرانية"، على حد قوله.
وأضاف نتنياهو في كلمته أن إسرائيل تتقدم "بخطى ثابتة نحو إزالة التهديد النووي الإيراني، وتدمير قدرات الصواريخ الباليستية"، معتبرًا أن المعركة الحالية تمثل مرحلة مفصلية في تاريخ الأمن القومي الإسرائيلي.
ويأتي هذا التصعيد الكلامي في سياق سعي الحكومة الإسرائيلية إلى طمأنة الداخل الإسرائيلي، في وقت تتوالى فيه الضربات المتبادلة التي باتت تطال مراكز مدنية وعسكرية حساسة لدى الطرفين، وسط مخاوف دولية متزايدة من انزلاق المنطقة إلى حرب مفتوحة.