من سارة دعدوش وإزجي إركويون
اسطنبول (رويترز) - بدأت روسيا يوم الجمعة تسليم تركيا نظاما دفاعيا صاروخيا متطورا في خطوة من المتوقع أن تدفع الولايات المتحدة لفرض عقوبات على تركيا التي تشاركها عضوية حلف شمال الأطلسي وأن تدق إسفينا في قلب التحالف العسكري الغربي.
وقالت وزارة الدفاع التركية إن الأجزاء الأولى من نظام الدفاع الجوي إس-400 نقلت جوا إلى قاعدة جوية قرب العاصمة أنقرة تنفيذا للصفقة التي أبرمتها تركيا مع روسيا والتي حاولت الولايات المتحدة على مدى شهور لمنعها.
وتقول الولايات المتحدة إن هذه المعدات العسكرية الروسية لا تتوافق مع نظم حلف شمال الأطلسي وإن الحصول عليها يمكن أن يؤدي إلى إبعاد تركيا من برنامج لإنتاج الطائرة المقاتلة إف-35.
ويشعر المستثمرون في تركيا بالقلق بسبب الصفقة. وانخفضت قيمة الليرة التركية في مقابل الدولار من 5.683 إلى 5.717 قبل إعلان وزارة الدفاع عن وصول أجزاء من منظومة الدفاع الصاروخي إس-400 إلى قاعدة مورتيد شمال غربي أنقرة.
وقالت إدارة الصناعات الدفاعية بتركيا "تسليم أجزاء من النظام سيستمر في الأيام القادمة". وأضافت "بمجرد أن يصبح النظام جاهزا تماما سيبدأ استخدامه بالطريقة التي حددتها الجهات المعنية".
وأفادت معلومات موقع فلايترادار24 لرصد حركة الطائرات بأن طائرتي شحن على الأقل من طراز إيه.إن-124 تابعتين للقوات الجوية الروسية توجهتا إلى تركيا صباح الجمعة.
وبثت قنوات تلفزيونية تركية لقطات لطائرة تقف في قاعدة جوية وطائرة ثانية تهبط في حوالي الساعة 12:30 مساء (0930 بتوقيت جرينتش".
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الهيئة الروسية الاتحادية للتعاون الفني العسكري أكدت يوم الجمعة أنها بدأت تسليم النظام إس-400 وأن عمليات التسليم ستستمر طبقا لجدول متفق عليه.
* محادثات أردوغان وترامب
تقول تركيا إن النظام الدفاعي الصاروخي ضرورة دفاعية استراتيجية، خاصة لتأمين الحدود الجنوبية مع سوريا والعراق. وتقول أيضا إن الولايات المتحدة وأوروبا لم تقدما لها بديلا مناسبا عندما أبرمت صفقة النظام الصاروخي إس-400 مع روسيا.
وفي الشهر الماضي قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد اجتماعه مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب في قمة مجموعة العشرين إن الولايات المتحدة لا تعتزم فرض عقوبات على أنقرة لشرائها نظام إس-400. وقال ترامب إن تركيا لم تلق معاملة عادلة لكنه لم يستبعد فرض عقوبات.
وطبقا لتشريع يعرف بقانون التصدي لخصوم أمريكا من خلال العقوبات، وهو معني بشراء معدات عسكرية من روسيا، ينبغي أن يختار ترامب خمسة إجراءات من بين 12 إجراء محتملا.
وتتراوح هذه الإجراءات بين حظر إصدار تأشيرات الدخول والحرمان من التعامل مع بنك الصادرات والواردات الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له وتتمثل الاختيارات الأشد في وقف التعامل من خلال النظام المالي الأمريكي والحرمان من رخص التصدير.
وتقول الولايات المتحدة إن نظام إس-400 قد يعرض المقاتلات الشبح من طراز إف-35 التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن (NYSE:LMT) للخطر وهي الطائرات التي تساعد تركيا في تصنيعها وتعتزم شراءها.
وفي ظل العقوبات الأمريكية المحتملة، ربما تواجه تركيا استبعادها من برنامج المقاتلات إف-35 وهي خطوة رفضها أردوغان. لكن واشنطن بدأت بالفعل إجراءات لإخراج أنقرة من البرنامج وأوقفت تدريب طيارين أتراك على المقاتلة في الولايات المتحدة.
ويخشى المستثمرون في تركيا من تأثير العقوبات الأمريكية المحتملة على الاقتصاد الذي أصابه الركود بعد أزمة العملة في العام الماضي.
وشراء النظام إس-400 واحدة من قضايا عدة تسببت في توترات في العلاقات بين الدولتين منها خلاف على الاستراتيجية المتبعة في سوريا شرقي نهر الفرات حيث تتحالف واشنطن مع قوات كردية تعتبرها أنقرة خصما لها.
كما تسبب احتجاز موظفين بالقنصلية الأمريكية في تركيا في توتر العلاقات فضلا عن الخلافات بشأن السياسة تجاه إيران وفنزويلا والشرق الأوسط.
وتطالب أنقرة واشنطن منذ وقت طويل بتسليمها رجل الدين التركي فتح الله كولن الذي تعتبره الرأس المدبر لانقلاب فاشل وقع في عام 2016.
كانت قاعدة مورتيد تعرف في السابق باسم قاعدة أكينجي الجوية واستخدمها جنود انقلابيون خلال محاولة الانقلاب في 2016.
(إعداد محمد عبد اللاه للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)