من نيك تاترسال
اسطنبول (رويترز) - اتهم رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو روسيا يوم الأربعاء بمحاولة تنفيذ عميلة "تطهير عرقي" في شمال سوريا قائلا إن موسكو تحاول طرد السكان التركمان والسنة لحماية مصالحها العسكرية في المنطقة.
وقد تزيد تعليقات داود أوغلو التوتر في العلاقات بين موسكو وأنقرة بعدما تدنت بالفعل لأسوأ مراحلها في الذاكرة الحديثة عقب إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية قرب الحدود السورية التركية في أواخر الشهر الماضي.
وقال رئيس الوزراء التركي لمراسلين أجانب في اسطنبول "تحاول روسيا تنفيذ عملية تطهير عرقي بشمال اللاذقية لطرد السكان التركمان والسنة الذين ليست لهم علاقة طيبة مع النظام."
وأضاف متحدثا باللغة الإنجليزية "يريدون (الروس) طردهم.. يريدون تطهير هذه المنطقة عرقيا لحماية قواعد النظام وروسيا في اللاذقية وطرطوس."
والتركمان مجموعة عرقية من الأتراك وغضبت أنقرة بشدة بسبب ما تقول إنه استهداف روسي لهم في سوريا.
وقال داود أوغلو إن القصف الروسي في محيط أعزاز التي تقع أيضا في شمال غرب سوريا هدفه قطع خطوط الإمداد لجماعات معارضة سورية تقاتل ضد الأسد حليف موسكو وبالتالي يعود بالنفع على تنظيم الدولة الإسلامية.
وتبادلت موسكو وأنقرة الاتهامات عدة مرات بمساعدة الدولة الإسلامية وهو ما نفاه كل منهما.
ودعت تركيا مرارا لإزاحة الأسد عن السلطة. وتركيا عضو بحلف شمال الأطلسي وتشارك في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويقصف الدولة الإسلامية في سوريا.
وبدأت روسيا التدخل مباشرة في الحرب الأهلية السورية في نهاية سبتمبر أيلول الماضي بحملة غارات جوية دعما للأسد.
وتسبب التدخل في عواقب لم تكن مقصودة أبرزها حين أسقطت تركيا الطائرة الحربية الروسية قائلة إنها دخلت المجال الجوي التركي وهو اتهام تنفيه روسيا.
وقال داود أوغلو يوم الأربعاء إن تركيا مستعدة للعمل مع روسيا لمنع وقوع حوادث مماثلة بعد إسقاط الطائرة.
ودافع داود أوغلو وهو أستاذ جامعي سابق يتحدث الانجليزية والعربية بطلاقة عن نشر تركيا لجنود في شمال العراق خلال الأيام الماضية وهو الإجراء الذي أثار خلافا مع بغداد.
وقال رئيس الوزراء التركي إن أنقرة أرسلت القوات للتصدي لتهديد متزايد من تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد لمدربين عسكريين أتراك في المنطقة ووصف نشر الجنود بأنه "عمل تضامني".
وأضاف "هؤلاء المدربون في معسكر بعشيقة تعرضوا لتهديد من داعش (الدولة الإسلامية) لأن المعسكر يبعد ما بين 15 و20 كيلومترا عن الموصل. وليس معهم سوى أسلحة خفيفة."
وتابع قوله "عندما زادت تلك التهديدات ... أرسلنا بعض القوات لحماية المعسكر.. ليس كنوع من العدوان ولكن كعمل تضامني."
كانت تركيا أرسلت مئات الجنود إلى معسكر في منطقة بعشيقة بشمال العراق الأسبوع الماضي ووصفت ذلك بأنه تناوب روتيني لتدريب العراقيين الذين يتأهبون لاستعادة الموصل ثاني أكبر المدن العراقية من قبضة الدولة الإسلامية التي استولت عليها في 2014.