واشنطن، 29 مايو/آيار (إفي): وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الوثيقة التي خرجت عن مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي، الذي اختتم أعماله الليلة الماضية في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، بأنها "متوازنة وعملية".
وفي بيان نشره البيت الأبيض، أشاد أوباما بالاتفاقات التي أبرمت الجمعة في مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي "لتعزيز نظام حظره على المستوى العالمي".
واختتم مؤتمر الأمم المتحدة بإبرام اتفاق يعجل بنزع سلاح القوى النووية ويمهد الطريق أمام إقامة منطقة خالية من الأسلحة الذرية في الشرق الأوسط عن طريق "التدقيق" في وضعية إسرائيل.
وقال أوباما إن "معاهدة عدم الانتشار النووي يجب أن تظل ضمن الأهداف الأساسية لجهودنا العالمية لوقف انتشار الأسلحة النووية حول العالم، في الوقت الذي سنسعى فيه إلى تحقيق غايتنا بإقامة عالم يخلو منها".
ويرى الرئيس الأمريكي أن الاتفاق المشار إليه "يتضمن خطوات متوازنة وعملية ستسمح بالتقدم في عدم انتشار السلاح النووي، ونزعه، واستخدام الطاقة النووية استخداما سلميا".
وأشار أوباما إلى أن الاتفاق ينص على بنود كثيرة من الاقتراح الذي قدمه العام الماضي في براغ وعول فيه على إنهاء مسألة الأسلحة النووية، وأكد أن "الدول التي ترفض الوفاء بالتزاماتها الدولية يجب أن تتحلى بالمسئولية".
جدير بالذكر أن أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون أعرب عن سعادته بـ"النتيجة الناجحة" للمؤتمر، بحيث تجنب ما حدث في نسخة 1995 حين فشلت الأطراف المشاركة في صياغة وثيقة ختامية.
وتتألف الوثيقة الختامية من 28 صفحة وتم تبنيها بالإجماع من قبل 189 دولة موقعة على معاهدة حظر الانتشار، حيث تدعو القوى الخمس الكبرى (الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) إلى "التعجيل" في تقليص ترساناتها النووية وتخفيض دور الأسلحة الاستراتيجية في قواتها العسكرية.
وتلزم الوثيقة هذه الدول بإعداد تقرير حول الخطوات التي تم اتخاذها على هذا الطريق بحلول عام 2014 أي قبل عام واحد من النسخة المقبلة من المؤتمر الذي يعقد كل خمس سنوات.
وتشدد الوثيقة على ضرورة توسيع سلطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بجانب الالتزام بكل البنود الواردة في معاهدة حظر الانتشار.
وعلى الرغم من معارضة الولايات المتحدة، تدعو الوثيقة إسرائيل إلى الانضمام إلى المعاهدة مع الدعوة إلى مؤتمر في 2012 لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية تماما من الأسلحة الذرية بناء على طلب من الدول العربية.
وتأتي تصريحات أوباما في الوقت الذي انتقد فيه مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيمس جونز الوثيقة المذكورة في وقت سابق، بسبب الإشارة إلى إسرائيل وعدم إدراج إيران.
وجاء في بيان صادر عن جونز إنه على الرغم من توقيع الولايات المتحدة على الوثيقة النهائية بخصوص المراجعة، والتي صودق عليها بالإجماع من قبل الـ189 دولة الذين تضمهم الاتفاقية، إلا أن واشنطن أعربت عن قلقها من النقاط المتعلقة بـ"الشرق الأوسط".
وقال المسئول الأمريكي : "الولايات المتحدة لن تسمح بأن يضع مؤتمر أو أي تحركات الأمن القومي الإسرائيلي في خطر، لن نسمح بأي حدث لا يأتي من منظور واقعي ويعمل على الإشارة لإسرائيل بشكل فردي".
وأضاف المسئول الأمريكي: "موقف الولايات المتحدة معروف منذ وقت طويل بخصوص السلام والأمن في الشرق الأوسط ولن يتغير، متضمنا الالتزام الكامل بأمن إسرائيل".
وأعرب جونز عن أسفه من الإشارة إلى إسرائيل فقط في الجزء الذي يتحدث عن الشرق الأوسط بمراجعة المعاهدة وعدم فعل نفس الأمر مع إيران التي "تمثل أكبر تهديد لانتشار الأسلحة في المنطقة"، على حد قوله.
ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي مطلقا امتلاكها لترسانة نووية، ولم توقع على الاتفاقية شأنها شأن كل من باكستان والهند، في حين انسحبت كوريا الشمالية من المعاهدة في 2003.
يذكر أن معاهدة حظر الانتشار التي بدأ سريانها عام 1970 تلزم الدول الموقعة بعدم استخدام الطاقة النووية إلا للأغراض السلمية فقط، بينما تدعو الدول النووية الكبرى إلى تقليص ترساناتها بشكل تدريجي حتى التخلص منها نهائيا.(إفي)