مدريد، 24 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): في محاولة منه لإعادة اكتشاف جذور هويته، قرر المخرج الإسباني سانتياجو زانو، تقديم عائلته الأفريقية بشخصياتهم الحقيقية في الفيلم الوثائقي "بوابة اللاعودة" من انتاجه وإخراجه حول رحلة العودة مع والده إلى وطنه الأصلي بنين.
وكان زانو قد حقق نجاحا كبيرا في السينما الإسبانية بعد حصول فيلمه الأول "حيلة الأكتع" 2008 على ثلاثة جوائز جويا، التي تعد أوسكار السينما الإسبانية.
وفي تصريحات لوكالة (إفي) يقول المخرج الإسباني البنيني أنه سعى من خلال فيلمه "الأوتوبيوجرافي" لسرد بخطاب مباشر تجربة إنسانية أكثر منها مجرد قصة عائلية، موضحا "أردت تجريد أسرتي، أنا وأبي أمام الكاميرا، سعيا للوصول إلى الحقيقة، لأنقل رسالة مفادها أن دروب الحياة عسيرة، ولكن لكل منا الحق في ارتكاب الخطأ والحلم وطلب الغفران والتأمل عما يجري داخل روحه".
وكان زانو الابن في نهاية السبعينيات قد قرر الخروج من قارة أفريقيا، بعد ان وعد والدته بالعودة عندما يصبح رجلا، ولكنه كان مخطئا لأن والدته رحلت عن الدنيا ولحق بها ثلاثة من أشقائه، دون ان تتاح له فرصة وداعهم.
وعاش زانو يكاد يقتله الشعور بالذنب لكن قوة إيمانه العميق، كما يوضح هو بنفسه "اعتدت ان استعين بالله"، ولكن الدين بالنسبة له مرتبط بالجذور أيضا فهو لا يزال يواظب على مراجعة كاهنة في ديانة الفود الأفريقية، كما يحرص على أداء الصلوات الخمسة مع أعمامه المسلمين.
أما والده فيشعر بسعادة غامرة لأن ولده لا يزال يتذكر جذوره ويفخر بها ويحرص على تقديم أفلام عنها، مؤكدا "قليل من أبناء المهاجرين يفعلون ذلك، ولكن هذا يرسخ أقدامه".
وعن فيلمه يقول سانتياجو "إنها رحلة العطلة التي لم اقم بها أبدا مع أهلي.. لا زلت أذكر أحاديثنا معا، والتي تعلمت منها ان اتحلى بالـ(سورو) أو الصبر بلغتنا المحلية، لقد كانت نصيحة قيمة للغاية"، موضحا "إذا كان النظام العالمي يدير ظهره لنا كأبناء مهاجرين وخاصة السود، فإننا بالـ(سورو) شيئا فشيئا سنصل".
ينتمي الفيلم بالإضافة إلى نوعية السيرة الذاتية، إلى ما يعرف بأفلام "الطريق"، التي لا تقدم للمشاهد أكثر مما تعرضه الكاميرا حيث يسير زانو ووالده على خطى شقيقته فيرونيكا في رحلة بلا عودة، تكريما لكل الأفارقة الذين خرجوا من هذا البلد الأفريقي ليتم استعبادهم عبر سنوات طويلة.
يقول الأب "أشعر بالفخر لهذا الفيلم، إنه يمدني بالقوة والطاقة، وعندما أشعر بالحزن أو الضيق، أقوم بتشغيله صحيح أنه يثير شجوني ولكنه يمدني بالطاقة".
أما عن انتاج وتصوير الفيلم، فيؤكد المخرج الإسباني الأفريقي أنه أراد ان يكون حرا فيما يقدمه على الشاشة من أفكار. (إفي) ط ز/ع ن