فيينا (ا ف ب) - تعود منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) التي اختارت الخميس في فيينا الابقاء على سقف انتاجها، الى التفاؤل مع اشارات مشجعة ترى انها ترتسم في الاسواق بينما حذر محللون من ان الامر قد لا يتعدى تحسنا موقتا.
وعزت المنظمة التي تضخ 40% من النفط في الاسواق العالمية، قرارها ابقاء سقف الانتاج عند 24,84 مليون برميل في اليوم، الى المراهنة على تحسن الطلب لاستيعاب فائض العرض الحالي في السوق، بينما يعود سعر برميل النفط الى بعض الارتفاع متجاوزا عتبة الستين دولارا.
وبالفعل، فان نشر ارقام مخزونات النفط في الولايات المتحدة في اعقاب الاحتماع، اكد تفاؤل الدول الاثنتي عشرة الاعضاء في المنظمة.
وبحسب الارقام التي نشرتها وزارة الطاقة الاميركية، فان مخزونات النفط الخام تدهورت الاسبوع الماضي في الولايات المتحدة بشكل كبير للغاية يفوق المتوقع، وهو اعلان ادى الى قفزة في سعر برميل النفط الى 64,99 دولارا في نيويورك، وهو اعلى مستوى له منذ اكثر من ستة اشهر.
ولاحظ الامين العام لمنظمة اوبك عبد الله البدري في معرض الحديث عن الشعور العام السائد لدى الدول الاعضاء، الخميس امام الصحافيين "ان السوق تفيض بالامدادات، صحيح، لكننا نرى بريقا في نهاية النفق. هناك تحسن بطيء" في الاقتصاد.
وفور وصولوه الى فيينا، اشار وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي الى ان ارتفاع الاسعار "اشارة تفاؤل" على التحسن الاقتصادي العالمي، وراى ان السوق تتجه الى التوازن وخصوصا بفضل طلب اسيوي مرتفع.
واثناء فصل الشتاء الماضي، خفضت اوبك بشكل كبير سقف انتاجها بواقع 4,2 ملايين برميل في اليوم في محاولة لوقف تدهور سعر برميل النفط الخام الذي تراجع الى 32,40 دولارا في كانون الاول/ديسمبر بعيدا جدا عن الرقم القياسي الذي سجله في تموز/يوليو وهو 147 دولارا.
وفي مذكرة، لفت ديفيد كيرش المحلل لدى "بي اف سي اينرجي" الى "ان اعضاء اوبك يعتقدون جميعا ان اسوأ ايام الازمة قد ولت، وان التحسن الاقتصادي بدأ. ويعتقدون ايضا ان بامكانهم التفكير في اسعار اكثر ارتفاعا للنفط من دون تهديد الاقتصاد".
لكنه قال "ان هذا التفاؤل ناجم في القسم الاكبر منه عن تجدد ارتفاع اسعار النفط الخام. ويعتقد الكارتل بوضوح ان هذه الزيادة ستكون دائمة على الرغم من العناصر الاساسية في السوق التي تبقى ضعيفة".
ووافق محللون في "جي بي سي اينرجي" على ذلك واضافوا "ان الوضع على المدى القصير لا يشجع كثيرا مع مستوى ضخم من المخزونات النفطية".
وفي تقريرها الشهري عن ايار/مايو، حذرت وكالة الطاقة الدولية من جهة اخرى من ان الفضل في الزيادة الاخيرة في الاسعار لا يعود لتسحن الطلب على الطاقة، معتبرة ان ذلك "يبقى خارج التوقعات في الوقت الراهن".
من جهته، يعتقد جوليان جيسوب الاقتصادي في "كابيتال ايكونوميكس" ان "هناك خشية من ان يتبين لاحقا ان النهوض الاقتصادي والطلب على النفط الخام اكثر ضعفا مما تامل اوبك".
ويرى هذا المحلل ان الهدف الذي تعلنه منظمة اوبك في التوصل الى سعر 75 دولارا لبرميل النفط بما يسماح بمواصلة الاستثمارات في الاستكشاف والانتاج، ينبغي ان ينظر اليه على اساس نسبي هو الاخر.
وذكر بان "اوبك كانت تعتبر قبل ستة اعوام ان سعرا للبرميل بين 22 و28 دولارا امر يمكن الدفاع عنه اقتصاديا".
واثناء اجتماعها المقبل في التاسع من ايلول/سبتمبر، ستتحقق اوبك من تاكيد السوق لتفاؤلها.