موسكو، 11 فبراير/شباط (إفي): أعربت وزارة الخارجية الروسية اليوم عن رفضها لمناقشة مشروع قرار في الجمعية العامة بالأمم المتحدة حول سوريا تعمل عليه حاليا العديد من الدول العربية ويدين العنف الذي تمارسه قوات الرئيس السوري بشار الأسد ضد المدنيين.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، في تصريحات ذكرتها وكالات الأنباء الروسية "لا يمكننا دعم نقل القضية السورية إلى الجمعية العامة في الأمم المتحدة بنفس المحتوى غير المتوازن لمشروع القرار".
وعلى الرغم من أن قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة، فروسيا تعارض أي استراتيجية تهدف لمناقشة الأزمة السورية في مجلس الأمن.
ويدين مشروع القرار، الذي حصلت (إفي) على نسخة من مسودته، الانتهاكات "الممنهجة" لحقوق الإنسان في سوريا ويدعو الرئيس بشار الأسد لوقف الهجمات ضد الشعب المدني "بطريقة فورية" ويطالب الجماعات المسلحة بالامتناع عن اللجوء للعنف.
كما يدعو المقترح، الذي ترعاه السعودية وستواصل العديد من الدول العربية العمل عليه خلال مطلع الأسبوع الجاري ومن المتوقع أن يتم التصويت عليه في نفس الاسبوع، إلى إجراء "عملية سياسية بلا إقصاءات" يتزعمها السوريون في جو "يخلو من العنف والترهيب والتطرف"، مما يسمح للشعب السوري بتحقيق "طموحاته الشرعية".
ولم يطلب المقترح ترك الأسد للسلطة صراحة، ولكنه يعرب عن "الدعم الكامل" لمقترح الجامعة العربية بـ"تسهيل" عملية نقل السلطة عن طريق حوار "جاد" بين النظام و"جميع طوائف المعارضة"، من أجل التوصل إلى نظام "ديمقراطي ومتعدد".
وكانت الجمعية العامة بالأمم المتحدة قد تبنت في ديسمبر/كانون أول الماضي قرارا يدين وضع حقوق الإنسان في سوريا، مطالبة بوقف قمع المتظاهرين.
وتصر روسيا على ضرورة عدم التصديق في مجلس الأمن على قرار ينص على التدخل الخارجي في سوريا ويفرض تنحي الأسد.
وتتهم موسكو الولايات المتحدة بالرغبة في تطبيق السيناريو الليبي على سوريا بما فيه من عقوبات دولية وحظر جوي وتدخل عسكري وغربي وتغيير النظام الحاكم بالقوة.
وتشهد سوريا منذ منتصف مارس/آذار من العام الماضي انتفاضة شعبية مناهضة لنظام الأسد، وتشير آخر بيانات الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من خمسة آلاف شخص بنيران قوات الأمن وعناصر الشبيحة خلال هذه الاحتجاجات، بينما تقول المعارضة إن الضحايا يتجاوزن الستة آلاف.
فيما يحمل النظام السوري "جماعات إرهابية مسلحة" مسئولية العنف الدموي الذي يجتاح البلاد منذ أكثر من عشرة أشهر. (إفي)