تحدثت مصادر تركية وسعودية إن تركيا لا تعتزم خفض وارداتها من النفط الإيراني لتظل عميلا نادرا يتمتع بالوفاء لطهران على الرغم من تزايد الضغوط بسبب العقوبات الدولية وبعد إشارات أولية على أنها قد تشتري المزيد من النفط السعودي.
ومؤخرا اصبحت نوايا الدولة التركية واضحة بعد أن زار وفد رفيع المستوى الرياض في مطلع الأسبوع وقرروا عدم طلب إمدادات إضافية من السعودية المنتج الوحيد الذي يتمتع بطاقة انتاجية فائضة يمكن أن يعوض بها نفط ايران, وسيساعد هذا إيران على تجنب مزيد من الضغط بسبب خفض مبيعاتها من الخام في الوقت الذي يعتزم فيه الاتحاد الأوروبي حظر استيراد النفط الإيراني اعتبارا من الأول من يوليو/تموز ويلمح مشترون كبار في آسيا إلى أنهم قد يخفضون مشترياتهم تحت ضغط من واشنطن.
وصرح مسؤول في وزارة البترول السعودية إن مسؤولي الطاقة الاتراك لم يطلبوا كميات إضافية من النفط عندما زاروا الرياض, وتابع "تركيا لم تطلب مزيدا من النفط ولا تعتزم حظر الواردات من إيران, وأكد مسؤول في قطاع الطاقة مقيم في أنقرة أن "تركيا ستواصل شراء النفط من إيران ما لم تدعم الأمم المتحدة أو تتبنى الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي." وبات صدور قرار من الأمم المتحدة ضد إيران أمرا مستبعدا جدا بعد أن عرقلت روسيا والصين أكبر مشتر للخام الإيراني قرارا في الأمم المتحدة ضد سوريا.
وبالفعل قد بدأت العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على ايران بسبب برنامجها النووي ل تؤثر على انتاج النفط في الجمهورية الاسلامية ومن المتوقع أن يتسارع تراجع الانتاج والصادرات اذا أحجم المزيد من العملاء عن شراء النفط الايراني, ومن شأن هذا ان يضغط على الميزانية ويزيد من التوترات الداخلية قبيل الانتخابات البرلمانية المقررة الشهر المقبل.
وقد صرح مصدر في قطاع الطاقة في اسطنبول إن توبراش " شركة التكرير الوحيدة في تركيا" تتطلع رغم ذلك إلى تنويع مصادر الامدادات ووقعت في الآونة الأخيرة اتفاقا مع ليبيا, وأضاف "تريد توبراش اغتنام الفرصة المتمثلة في استئناف صادرات النفط الليبية وليس الابتعاد عن ايران على وجه الخصوص. لا توجد لديها حاليا خطة للتوقف عن شراء الخام الايراني في الوقت القريب."
ويعتبر النفط الليبي من النوع الخفيف منخفض الكبريت ولا يمكن أن يحل محل النفط الايراني عالي الكبريت خلافا للخامات السعودية الثقيلة, وتحتاج المصافي التركية لكل من النفط منخفض الكبريت وعالي الكبريت.
وتحدث مصدر نفطي في ليبيا ان توبراش ستستورد 12 مليون برميل من الخام الليبي في 2012 أو شحنة واحدة كبيرة شهريا في أول اتفاق طويل الأجل منذ 2006.
وترتبط تركيا بعلاقات اقتصادية ومالية قوية مع إيران في الأعوام القليلة الماضية على الرغم من الجهود الغربية لعزل طهران بسبب برنامجها النووي, وأوضح مسؤول آخر في قطاع النفط في أنقرة أن "توبراش" شركة التكرير الوحيدة في تركيا تدرس خيارات بديلة لشراء الخام، لكن هذا لا يعني أنها تعتزم التوقف عن شراء النفط من ايران ثاني أكبر مصدر للخام في منظمة "أوبك".
و"تحصل توبراش على سعر جيد جدا من ايران ومن وجهة نظرها لا يوجد شيء مخالف للقانون. انهم يدفعون من خلال وسائل قانونية وما دام الامر كذلك فلماذا يتوقفون، مشيرا إلى المدفوعات من خلال بنك خلق التركي.
من الجدير بالذكر ان تركيا تستورد نحو 200 ألف برميل يوميا من النفط من إيران، وهو ما يغطي 30% من استهلاكها المحلي اليومي ويمثل أكثر من 7% من صادرات النفط الايرانية. وقد جددت اتفاق الشراء السنوي لعام 2012, ويتوقع أغلب المحللين النفطيين أن تواصل الصين وتركيا شراء الكميات نفسها أو أكثر منها على الرغم من إشارات سابقة من أنقرة إلى أنها قد تشتري المزيد من النفط السعودي وتقارير من بكين عن أن بعض شركاتها تخفض المشتريات.
ومن المستبعد أن تسير الدولتان على خطى مستوردين آخرين للنفط الايراني مثل كوريا الجنوبية واليابان اللتين تحاولان الحصول على إعفاء من العقوبات الامريكية عن طريق خفض مشترياتهما من ايران, ويقول تجار إنهم يشتبهون في أن هذه الاشارات جاءت في إطار محاولات من كل من أنقرة وبكين للتفاوض على أسعار أقل للنفط الايراني.
ومن غير المرجح أن تؤثر المساعي التركية الرامية للانضمام للاتحاد الأوروبي على موقف أنقرة، إذ أن علاقاتها بالاتحاد تدهورت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات وتوقفت مفاوضات الإنضمام التي بدأت عام 2005 وليس من المتوقع استئنافها في وقت قريب.