فقد أنهت الأسواق العالمية أسبوعها الماضي وسط أحداث عالمية متفاوتة، حيث اتسم المستثمرون بالتفاؤل مع بداية الأسبوع الماضي بأن الفدرالي الأمريكي سيتدخل في الأسواق عن طريق إطلاق خطة تحفيزية ثالثة، إلا أنه لم يعلن عن ذلك بل قرر إعادة العمل ببرنامج التحفيز المعروف بإعادة التوازن لمحفظة سيادة البنك الفدرالي الأمريكي من السندات في صالح السندات طويلة الأجل.
الاثنين - الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو 2012
سيصدر عن الاقتصاد أو بالتحديد عن قطاع المنازل الأمريكي تقرير مبيعات المنازل الجديدة والتي من المتوقع أن تظهر ارتفاعاً في نسبة المبيعات خلال أيار/ مايو ولكن بأدنى من السابق، واضعين بعين الاعتبار أن قطاع المنازل الأمريكي أظهر بأن القطاع مستمر في التعافي ولكن ضمن وتيرة تدريجية، إذ أتى مؤشر تصاريح البناء مرتفعاً بأعلى من التوقعات بينما انخفضت مبيعات المنازل القائمة خلال الشهر نفسه، مع العلم أن مؤشر تصاريح البناء يعطي نظرة مستقبلية لمستويات الطلب على المنازل في الولايات المتحدة الأمريكية، فالطريق لا يزال طويلاً أمام القطاع ليتعافى بشكل كلّي.
الأوضاع في الاقتصاد الأمريكي بالإجمالي تشهد ضعفاً ملحوظاً، مشيرين بأن الفدرالي الأمريكي ألمح مؤخراً بأن مستويات الإنفاق تطوّرت نسبياً في الاقتصاد ولكن لا تزال ضعيفة، وأن انشطة الاقتصاد تحوّلت من "تحسن معتدل" إلى "أوضاع مستقرة" وبالتالي فإن ذلك قد ينعكس على أنشطة قطاع المنازل كما تأثرت باقي القطاعات بالضعف الطفيف الذي طرأ على أنشطة الاقتصاد.
الثلاثاء - السادس والعشرين من حزيران/ يونيو 2012
سيواصل قطاع المنازل الأمريكي مسيرة إطلاق البيانات، وفي ذلك اليوم سيصدر مؤشر ستاندرد أند بورز لأسعار المنازل والذي من المتوقع أن يشير إلى انخفاض الأسعار ولكن بأفضل من الانخفاض السابق، وهذا ما أشرنا إليه أعلاه وهو أن أنشطة القطاع ستواصل تعافيها ولكن ضمن وتيرة تدريجية بطيئة.
في حين سيصدر في ذلك اليوم تقرير ثقة المستهلكين عن شهر حزيران/ يونيو والذي من المتوقع أن ينخفض إلى 64.0 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 64.9، مشيرين بأن الأوضاع الاقتصادية العالمية لا تبشر بتقدم سريع أو تعافي كبير، حيث أن كبرى اقتصاديات العالم لا تزال تعاني من الضعف وتدني مستويات الثقة لديها.
الأربعاء - السابع والعشرين من حزيران/ يونيو 2012
في هذا اليوم سيصدر عن عن الاقتصاد الأمريكي تقرير طلبات البضائع المعمرة التي ستغطي شهر أيار/ مايو أيضاً والتي من المتوقع أن ترتفع بنسبة 0.5% مقارنة بالارتفاع السابق الذي بلغ 0.2%، حيث يجب الإشارة إلى أن بعض الأنشطة في الاقتصاد الأمريكي شهدت تحسناً خلال الفترة الماضية ولكن ليس بالصورة المرجوّة، مشيرين إلى أن البضائع المعمرة هي البضائع التي يستهلكها الأفراد، ومع تدني مستويات الثقة كما ذكرنا فإن توجههم سيكون على الإدخار أكثر من الإنفاق.
ومن ثم ستعود بنا البيانات إلى قطاع المنازل الأمريكي وبالتحديد تقرير مبيعات المنازل قيد الانتظار التي ستصدر عن شهر أيار/ مايو، إذ من المتوقع أن ترتفع المبيعات بعد الانخفاض السابق، واضعين بعين الاعتبار أن قطاع المنازل بشكل خاص لا يزال تحت وطأة التحديات، سواءاً من ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري أو معدلات النمو المتدنية أو حتى التأثرات الخارجية التي ساهمت في إضعاف مستويات الثقة في الولايات المتحدة الأمريكية التي انعكست بالسلب على قابلية المستثمرين على الإنفاق.
الخميس - الثامن والعشرين من حزيران/ يونيو 2012
سيكون يوم الخميس مسرحاً لبيان هام، وهو تقرير الناتج المحلي الإجمالي والذي سيصدر قبيل افتتاح الجلسة الأمريكية بقليل مغطياً القراءة الثالثة والنهائية عن الربع الأول من العام الماضي، إذ من المتوقع أن لا تشهد القراءة الثالثة أية تعديل على القراءة الثانية، حيث من المحتمل أن يثبت الاقتصاد عند النمو السابق 1.9%.
في حين سيصدر في نفس الوقت تقرير طلبات الإعانة الأسبوعية التي من المتوقع أن تنخفض بمقدار ألفين طلب، مشيرين بأن هذا المؤشر يمتاز بالتباين بين الارتفاع والانخفاض، ولكنه يعد مقياساً حيوياً بالنسبة لأوضاع قطاع العمل الأمريكي.
الجمعة - التاسع والعشرين من حزيران/ يونيو 2012
أخيراً سيصدر مع نهاية الأسبوع تقرير الدخل الأمريكي الذي من المحتمل أن يظهر ارتفاعاً في مستويات الدخل والإنفاق الشخصي خلال شهر أيار/ مايو بالقرب مما سجله الاقتصاد خلال الفترة الماضية، واضعين بعين الاعتبار أن ذلك يشير بأن الاقتصاد يواصل مسيرة تعافيه ولكن ضمن وتيرة تدريجية وبطيئة، هذا مع العلم أن إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة يشكّل ما نسبته 70% من النمو.
ستبقى العيون على البيانات الصادرة في الساحة الأمريكية ولكن سيكون التركيز موجّه أيضاً على أوروبا وتطورات الأوضاع الاقتصادية التي تعاني من ضعف في أنشطتها، مع العلم أن تقارير الناتج المحلي الإجمالي ستصدر عن بعض الاقتصاديات الأوروبية بالإضافة إلى انتظار المستثمرين عالمياً لقمة الاتحاد الأوروبي التي ستقام مع نهاية الأسبوع الجاري...