تحضر الحكومة الايطالية اليوم لعقد مزاد لبيع السندات ذات أمد 2017 و 2022 مع توقعات باستمرار انخفاض العائد على السندات الحكومية وسط الآمال بان البنك المركزي الأوروبي يحضر لإجراءات لاحتواء الارتفاع الكبير في العائد على السندات الأسبانية و الايطالية، و هذا بعد المزاد الايطالي خلال اليومين الماضيين اللذان شهدا انخفاضا ملحوظ في العائد على السندات مع الآمال بقرب إجراءات البنك لاحتواء الارتفاع الكبير في تكاليف الاقتراض.
يبقى المستثمرين متأملين بأن البنك المركزي الأوروبي سيعمل عمل اجراءات للمساعدة في استقرار الأسواق في منطقة اليورو وحل ازمة الديون، ضمن اجتماعه المقبل لوضع السياسة في 6 أيلول، و أشار محافظ البنك المركزي الاوروبي ماريو دراغي في مقالة كتبها في صحفية دي تسايت الألمانية اليوم بان البنك المركزي الأوروبي بحاجة لتطبيق إجراءات استثنائية للتأكد من فعالية السياسة النقدية للبنك، و أكد دراغي بأن هذه الإجراءات سوف تكون تحت وصاية البنك المركزي للتأكد من تحقيق الاستقرار في الأسعار.
المستثمرين اليوم على موعد مع مؤشر مناخ الأعمال في منطقة اليورو خلال آب و الذي من المتوقع أن تسجل مستويات -1.30 من السابق -1.27، يتوقع ان يبقى مؤشر ثقة المستهلك -24.6، و يتوقع أن ينخفض مؤشر الثقة بالاقتصاد إلى 87.5 من السابق 87.9، و عن الثقة بالصناعات يتوقع أن تسجل -15.5 من السابق -15.0 ، و مؤشر الخدمات من المقدر أن يسجل -9.0 من -10.3.
انهارت مستويات الثقة في منطقة اليورو متأثرة بشكل أساسي من ارتفاع العائد على السندات الأوروبية و خاصة الأسبانية و الايطالية إذ شهد العائد على السندات الأسبانية و الايطالية لمستويات حرجة جدا قريبة من المستويات التي دفعت اليونان و البرتغال و ايرلندا لطلب خطط إنقاذ شاملة لإسعاف اقتصادياتها.
أصبح المستثمرين أكثر تشاؤما تجاه منطقة اليورو مع الضعف العام الذي تشهده كافة الأنشطة الاقتصادية في البلاد، إذ انكمش القطاع الخدمي و الصناعي خلال الأشهر الماضية بوتيرة أسوا من التوقعات بتأثير من الانخفاض الملحوظ في الصادرات، الذي أوقع المنطقة في انكماش عند 0.2% خلال الربع الثاني.
تتأثر مستويات الثقة في منطقة اليورو أيضا مع الفشل المتكرر لقادة الأوروبيين لاحتواء الأزمة و منع انتشارها لبلدان أوروبية، و اليوم تصل المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إلى الصين بحثا عن دور أكبر من العملاق الاسيوي في حل أزمة منطقة اليورو، و في محاولة لإقناع الصين بمواصلة الاستثمار في منطقة اليورو التي لا تزال تعاني من تداعيات ازمة الديون السيادية، و تعد هذه الزيارة الثانية لميركل للصين خلال 2012.
من المتوقع ان تحث ميركل بكين على دعم منطقة اليورو بشراء السندات الحكومية من البلدان الأوروبية المتعثرة ذات العائد المرتفع، و المساهمة في حل أزمة الديون المتفاقمة خاصة مع الارتفاع الكبير جدا في العائد على السندات الأسبانية و الايطالية.
عزيزي القارئ، أن تراجع الشعور العام اليوم بوتيرة اسوا من التوقعات سوف ينعكس سلبا على الأسواق و سوف يسبب الخسائر للأسهم الأوروبية و اليورو.، و خاصة و ان الأسواق متأملة بقرار الفائدة القادم من البنك الذي من المتوقع أن يرفع الستار عن تفاصيل خطة احتواء الارتفاع الكبير في العائد على سندات البلدان الاوروبية المتعثرة.