كما تمكن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكية المقاس بالأسعار من الارتفاع بنسبة 2.8%، بأعلى من القراءة السابقة والتي بلغت 1.6%، وبأعلى من التوقعات التي بلغت 2.1%، في حين أن الإنفاق الشخصي ارتفع بنسبة 2.0%، والذي جاء بأدنى من القراءة السابقة والتي بلغت 1.5%، وبأسوأ من التوقعات التي بلغت 2.1%.
ولا بد لنا من الإشارة إلى أن الإنفاق الشخصي شكّل من الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الثالث وبحسب التقرير ما نسبته 1.42%، في حين ارتفع اجمالي الاستثمارات المحلية بنسبة 0.5% ليضيف ما نسبته 0.07% للنمو.
أما المخزونات فقد حذفت من الناتج المحلي الإجمالي ما نسبته 0.12%، بينما حذف صافي الصادرات ما نسبته 0.18% من النمو في القراءة الأولية للربع الثالث من العام الجاري 2012، أما الإنفاق الحكومي فقد أضاف ما نسبته 0.71% من النمو.
هذا مع الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي شهد انتكاسة حقيقية على مدار الربعين الأولين من العام الجاري، وسط استمرار أزمة الديون الأوروبية، إلا أن الربع الثالث وعلى ما يبدو شهد تحسناً جيداً، علماً بأن ضعف الأوضاع الاقتصادية دفع بالبنك الفدرالي الأمريكي إلى إقرار جولة ثالثة من التخفيف الكمي (التيسير الكمي) أواخر شهر أيلول/سبتمبر، لدعم عجلة النمو المتعثرة في البلاد.
كما أن القطاع الأبرز في الاقتصاد الأمريكي -قطاع الصناعة الأمريكي- شهد انكماشاً منذ وقت مبكر من العام الجاري وحتى شهر أيلول/سبتمبر، حيث بدأ القطاع بالنمو بعض الشيء، الأمر الذي سيدعم مستويات النمو في الربع الرابع من العام الجاري، إذا ما استمر القطاع الصناعي في التحسن.
ويواصل البنك الفدرالي الأمريكي التأكيد على أن عجلة النمو في الولايات المتحدة ستشعد اعتدالاً ملحوظاً في الفترة المقبلة، ويؤكد على أن مستويات النمو ستتراوح مع نهاية العام الجاري بين 1.7 و 2.0 بالمئة، في حين تواصل أزمة الديون الأوروبية السيطرة على المشهد الاقتصادي في شتى أنحاء العالم.
ويجب لا أن نغفل من أذهاننا أن معدلات البطالة لا تزال عند أعلى مستوى لها على الرغم من انخفاضها إلى 7.8%، هذا إلى جانب أوضاع التشديد الائتماني، ناهيك عن ضعف مستويات الطلب وارتفاع قيم حبس الرهن العقاري، حيث أن تلك العقبات تقف مجتمعة كالحاجز أمام تقدم الاقتصاد الأمريكي لتحد من نموه بالمستوى الأقوى، ناهيك عن استمرار أزمة الديون الأوروبية.
ومن المنتظر أن يشعر جمهور المستثمرين بالأمل نوعاً ما خلال اليوم، في حين أن المزيد من البيانات ستصدر عن الاقتصاد الأمريكي، حيث سيصدر مؤشر جامعة ميشيغان لثقة المستهلكين في وقت لاحق اليوم، الذي من المتوقع أن ينخفض قليلاً في قراءته الأولية خلال شهر تشرين الأول الحالي، وهنا نتوقع بأن المؤشرات ستندفع إلى الأمام متأثرة بتفاؤل المستثمرين، عقب انخفاضها في تعاملاتها الآجلة قبيل افتتاح الجلسة الأمريكية.