بكين، أول نوفمبر/تشرين ثان (إفي): اقترحت الحكومة الصينية على مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي تشكيل حكومة انتقالية تضم جميع أطراف النزاع في البلد العربي من أجل تحقيق "تغيير سياسي آمن ومستقر".
جاء هذا في تصريحات المتحدث باسم الخارجية الصينية، هونج لي، في مؤتمر صحفي، عقد اليوم في بكين حول تفاصيل مقترح الصين لحل الأزمة السورية.
وقدم وزير الخارجية الصينى يانج جيه تشى الأربعاء خلال محادثاته مع المبعوث الدولي اقتراحا من أربعة نقاط بشأن التوصل إلى حل سياسى للنزاع السورى، داعيا كل الأطراف فى سوريا إلى وقف إطلاق النار وأعمال العنف وبدء فترة انتقال سياسى فى أقرب موعد، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الصينية (شينخوا).
وأشارت الصين في المقترح إلى ضرورة قيام الأطراف المعنية فى سوريا ببذل كل جهد لوقف القتال وأعمال العنف والتعاون بنشاط مع جهود الوساطة التى يقوم بها الإبراهيمى إلى جانب اتخاذ الأطراف المعنية خطوات فعالة تجاه وقف إطلاق النار بغرض إنهاء كافة أشكال النزاع المسلح وأعمال العنف.
وترى بكين أن على الأطراف المعنية فى سوريا تعيين محاورين مفوضين فى أسرع وقت حتى يمكن بمساعدة من الإبراهيمى والمجتمع الدولى صياغة خارطة طريق للانتقال السياسى عبر المشاورات وإقامة جهاز حكم انتقالى بقاعدة عريضة وتنفيذ الانتقال السياسى من أجل إنهاء الأزمة السورية فى أقرب وقت.
وتولي الصين اهتماما لاستمرارية وفعالية مؤسسات الحكومة السورية.
وتعتقد السلطات الصينية أن المجتمع الدولى يتوجب عليه العمل بسرعة ملحة ومسئولية أكبر للتعاون الكامل مع وساطة الإبراهيمى ودعم جهوده وتحقيق تقدم حقيقى فى تنفيذ بيان اجتماع وزراء خارجية جنيف لمجموعة العمل الخاصة بسوريا وخطة المبعوث السابق كوفي أنان المكونة من ست نقاط وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأشارت المقترح إلى ضرورة إتخاذ الأطراف المعنية خطوات ملموسة لتخفيف الأزمة الإنسانية فى سوريا.
وقال وزير الخارجية الصيني إن الوضع فى سوريا يمر بمرحلة حاسمة وهو مهم للمصالح الجوهرية للشعب السورى فضلا عن السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن "التسوية السياسية هى الحل الوحيد القابل للتطبيق فى سوريا".
وأضاف "مستقبل سوريا يجب أن يحدده الشعب السورى نفسه كما يجب احترام سيادته واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه والحفاظ عليها".
وكان الإبراهيمى قد عرض في بكين التطورات الأخيرة فى سوريا وجهوده للوساطة خاصة خلال زيارته إلى سوريا والدول ذات الصلة.
وقد وجه المبعوث الدولي الشكر للصين لدعمها الثابت لوساطته، كما أعرب عن تقديره للجهود الصينية تجاه تحقيق حل سياسى فى سوريا وقال إنه يأمل ان تواصل الصين القيام بدور إيجابى وبناء فى هذا الصدد.
وتشهد سوريا أزمة منذ مارس/آذار 2011 على وقع احتجاجات شعبية للمطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد، سرعان ما تطورت إلى اشتباكات مسلحة خلفت ما يزيد عن 27 ألف قتيل ولجوء أكثر من 250 ألف شخص إلى بلدان اخرى، وفقا للبيانات الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة. (إفي)