ولا بد لنا من الإشارة إلى أن حالة التفاؤل تلك تشكلت بدعم من توارد البيانات عن توصل صنّاع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاق حيال الميزانية، مما يجنب البلاد تطبيق الهاوية المالية أو الجرف المالي، ناهيك عن توارد البيانات عن قيام مؤسسة ستاندرد آند بورز برفع التصنيف الائتماني لليونان وبأعلى مما وعدت به سابقاً.
وتستمر محادثات الجرف المالي أو الهاوية المالية في السيطرة على الأجواء في الولايات المتحدة الأمريكية، بل وفي شتى أنحاء العالم، وسط الحديث عن اقتراب وصول صنّاع القرار في أمريكا إلى اتفاق حيال الميزانية، مع الإشارة إلى أن آخر العروض التي تم الحديث عنها كانت الخطة البديلة النهائية "الخطة ب".
هذا وتقضي "الخطة ب" والتي قدمها الجمهوريون لتجنب الهاوية المالية أو الجرف المالي برفع الضرائب على من يزيد دخله عن مليون دولار سنوياً لتصل إلى 39.6%، ناهيك عن مناقشة الإصلاحات الضريبية في العام المقبل، إلا أن ذلك العرض قوبل بالرفض من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وكان الناطق باسم مجلس النواب الأمريكي جون بينر قد أشار إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قدّم عرضاً بزيادة الإيرادات بواقع 1.3 تريليون دولار، وتخفيض الإنفاق العام بواقع 850 مليار دولار أمريكي على مدار السنوات العشر المقبلة، كبديل لعرض "الخطة ب"، والذي قدّمه الجمهوريون للبيت الأبيض، والقاضي بزيادة الإيرادات بواقع تريليون دولار أمريكي، وتخفيض الإنفاق العام بواقع تريليون دولار أمريكي.
وفي المقابل فقد عرض أوباما على الجمهوريين رفع الضرائب على من يزيد دخله عن 400 ألف دولار أمريكي بدلاً من 250 ألف دولار أمريكي، الأمر الذي لا يزال يرفضه الجمهوريون، وبذلك فإن محادثات الجرف المالي لا تزال بين مدٍ وجزر، الأمر الذي دعا مؤسسة فيتش للتصنيفات الائتمانية للتأكيد على أنها ستخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة في حال تطبيق الجرف المالي أو الهاوية المالية.
وهنا نذكر بأن موضوع "الجرف المالي" يشكل الهاجس الأكبر لدى الأسواق المالية في الوقت الجاري، وسط تحذيرات من كون "الجرف المالي" سيدخل الاقتصاد الأمريكي في حالة من الركود مجدداً، وللتوضيح: "الجرف المالي هو عبارة عن رفع تلقائي للضرائب، يتزامن مع تخفيض الإنفاق الحكومي".
هذا ومن المتوقع أن يفصح الاقتصاد الأمريكي يوم غد الخميس عن القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي الخاص بالربع الثالث من العام الجاري، حيث من المتوقع أن تشير تلك القراءة إلى أن الاقتصاد الأمريكي نما بنسبة 2.8 بالمئة، بالمقارنة مع القراءة السابقة والتي أشارت إلى أن الاقتصاد نما بنسبة 2.7 بالمئة.
وفي النهاية فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية في تعاملاتها الآجلة قبيل انطلاق جرس بداية الجلسة الأمريكية، حيث ارتفع مؤشر الداو جونز الصناعي في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.2%، ليصل إلى مستويات 13309 نقطة، بينما ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.2%، ليتداول عند مستويات 1444.10 نقطة، أما مؤشر الناسداك 100 فقد ارتفع في تعاملاته الآجلة بنسبة 0.3%، ليصل إلى مستويات 2710.00 نقطة، بالمقارنة مع مستوياته الافتتاحية والتي بلغت 2704.50 نقطة (تم تسجيل البيانات في تمام الساعة 06:56 صباحاً بتوقيت غرينيتش).