القراءة الأولية للناتج المحلي الاجمالي عن الربع الأول أظهرت تحقيق الاقتصاد لنمو في الربع الأول بنسبة 0.3% وذلك بعد الانكماش الذي شهده الاقتصاد في الربع الأخير من العام السابق بنسبة -0.3%، و متخطيا التوقعات التي كانت تشير إلى 0.1%
هذه البيانات جاءت بما يتوافق مع التوقعات السائدة في الاسواق لاسيما من قبل الحكومة التي اعلنت في وقت سابق بأن الاقتصاد قد يستطيع تجنب السقوط في الركود من جديد وهذا يتناسب ايضا مع توقعات غرفة التجارة البريطانية بأن ضعف الجنيه الاسترليني أمام العملات الرئيسية الأخرى من شأنه أن يدعم الصادرات في تلك الفترة. جدير بالذكر الجنيه الاسترليني تراجع أمام الدولار الأمريكي حتى نهاية الربع الأول لأكثر من 6% تقريبا.
البنك المركزي البريطاني لايزال مبقيا على نفس السياسة النقدية دون تغير ويبقى سعر الفائدة عند 0.5% وبرنامج شراء الاصول بقيمة 375 مليارات جنيه وسط اصوات داخل البنك تنادي برفع قيمة البرنامج لدعم النمو الهش الذي يضرب البلاد ليس فقط على مستوى ضعف مستويات الانفاق و الاستهلاك و لكن ايضا ضعف الطلب الخارجي من دول منطقة اليورو – الشريك التجاري الأول للاقتصاد البريطاني.
ربما استمرار ضعف وتيرة النمو قد يدفع بالحكومة إلى إعادة التفكير ازاء الاولويات من حيث ان سياسات التقشف باتت تلقى نقد من المؤسسات الدولية في وقت يعاني فيه الاقتصاد من الركود.
تقرير الموازنة الذي صدر عن الخزانة البريطانية في الشهر السابق قد خفض من توقعات النمو للعام الجاري 2013 لتصل إلى 0.6% من 1.2% وفقا للتوقعات في ديسمبر/كانون الأول السابق، وبالنسبة لعام 2014 قد يسجل الاقتصاد نمو بنسبة 1.8% من 2%، أما بالنسبة الثلاث التالية بقيت التوقعات كما هي دون تغير.
بينما قام صندوق النقد الدولي بخفض توقعات النمو للاقتصاد البريطاني للعام الجاري و القادم بنحو 0.3% تقريبا ويتوقع أن يحقق الاقتصاد نمو بنسبة 0.7% بنهاية عام 2013 و بنسبة 1.5% في عام 2014.
ايضا طالب الصندوق الحكومة بأن تعيد النظر في سياسات التقشف التي تنتهجها و ان تكون أكثر مرونة لاسيما في ظل تباطؤ وتيرة التعافي بجانب ضعف عمليات الائتمان و حالة عدم التأكد بشأن الاقتصاد ونمو ضعيف للإنتاجية بالإضافة إلى ضعف مستويات الطلب بجانب محاولات إعادة التوزان في القطاع الخاص و العام عن طريق خفض المديونية و كل تلك العوامل مجتمعة تتطلب مرونة اكبر بشأن عمليات الاصلاح المالي على المدى القريب.
زوج الجنيه الاسترليني/دولار قفز بنحو 200 نقطة تقريبا فور الاعلان عن البيانات ليصل إلى مستويات 1.5408 في تمام الساعة 8:35 بتوقيت غرينتش بعد أن كان يتداول حول مستويات 1.5291