تيجوثيجالبا، 28 سبتمبر/أيلول(إفي): شددت حكومة روبرتو ميشيليتي المعينة في هندوراس من موقفها داخل وخارج البلاد عقب تعليق الضمانات الدستورية لمدة 45 يوما واتخاذها قرارا بعدم الاعتراف بمسئولين دوليين في البلاد في الوقت الذى حذرت فيه البرازيل من إنهاء حصانة بعثتها الدبلوماسية.
وعلقت حكومة الأمر الواقع في هندوراس لمدة 45 يوما الضمانات الدستورية، وفقا لقرار ،أطلعت عليه وكالة (إفي)، يقيد حرية الحركة والتعبير ويحظر الاجتماعات العامة بين إجراءات آخرى.
ويقضى القرار أيضا بإخلاء أية مؤسسة عامة يحتلها متظاهرون وإغلاق وسائل الإعلام "التى تسيء للكرامة الإنسانية والمسئولين الحكوميين أو تهاجم القانون" وباعتقال الأشخاص المشتبه بهم.
وأكد مصدر من الحكومة لوكالة (إفي) أن هذا القرار قد اتخذه ميشيليتي في 22 سبتمبر الجاري في مجلس الوزراء وأعلن عنه يوم السبت الماضي في جريدة لاجاثيتا الرسمية. وأعلنت الحكومة مساء أمس الأحد عن هذا القرار في بيان لها بثته الإذاعة والتليفزيون في جميع أنحاء البلاد.
وأدان رئيس هندوراس المخلوع مانويل ثيلايا، في تصريحات أدلى لها إلى إذاعة جلوبو يوم الأحد هذا المرسوم واصفا إياه بأنه "بربرية" ووجه نداء إلى البرلمان لكى يقوم بتعليقه وأن يستمع نوابه إلي الحوار الذى يقترحه لحل الأزمة السياسية التى تشهدها هندوراس.
وقال ثيلايا، من السفارة البرازيلية حيث يقيم منذ عودته المفاجئة إلى البلاد يوم الاثنين الماضي، "اليوم هو يوم الدعوة إلى المقاومة الشعبية التى دائما ما تكون سلمية" للمطالبة بإعادته إلى السلطة.
كما منعت يوم الأحد أيضا حكومة الأمر الواقع للرئيس المعين من قبل البرلمان روبرتو ميشيليي ثلاثة مسئولين من منظمة الدول الأمريكية واثنين من سفارة إسبانيا من الدخول إلى البلاد في يوم شهد سقوط ضحية آخرى جراء الأزمة السياسية بالبلاد.
وتشير السلطات الانقلابية إلى أنه تم منع دخول المسئولين "لانها لم تكن اللحظة المناسبة" وكان قد تم تحذيرهم من قبل رغم الإفادة بأن أحدهم سمح له بدخول البلاد.
وأفاد وزير خارجية حكومة الأمر الواقع كارلوس لوبيث ، في مؤتمر صحفي الأحد، أن سفارة البرازيل سوف تفقد صفتها الدبلوماسية خلال 10 أيام إذا لم يتم تحديد موقف ثيلايا.
وهو ما رد عليه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا يوم الأحد مؤكدا أن بلاده لا تقبل مهلة الـ10 أيام التي منحتها حكومة روبرتو ميشيليتي الانقلابية للبت في وضع الرئيس الهندوري المخلوع مانويل ثيلايا المتواجد حاليا بالسفارة البرازيلية في تيجوثيجالبا. وأكد دا سيلفا، في مؤتمر صحفي على هامش قمة أمريكا الجنوبية-أفريقيا المنعقدة حاليا بقنزويلا، أن ثيلايا هو الرئيس "الشرعي" لهندوراس وأن وضعه في مقر البعثة الدبلوماسية هو "ضيفا" عليها.
وتابع الرئيس البرازيلي: "ثيلايا طرد من السلطة بأكثر الطرق المخجلة، وأعتقد أن أبسط الحلول تكمن في خروج من قاموا بالانقلاب من القصر الرئاسي وعودة ثيلايا للسلطة، ومن ثم اجراء انتخابات رئاسية".
وأضاف "إذا ما أشرف الانقلابيون على الانتخابات لن تعترف سوى دول قليلة للغاية بنتائجها".
وأدلى وزير الخارجية بهذه التصريحات بعد أن أعلنت مهلة الأيام العشرة مساء أول أمس وابدت حكومة ميشيليتي رفضها استقبال سفراء إسبانيا والأرجنتين والمكسيك وفنزويلا مشيرا إلى أن هذه الأيام العشرة ليست إنذار أخيرا بل "مهلة توقير".
وتزداد أجواء التوتر في هندوراس بسبب الأزمة السياسية الناجمة عن الإطاحة بمانويل ثيلايا قبل ثلاثة أشهر وطرده من البلاد في انقلاب عسكري على الدولة حيث أدانت المقاومة الشعبية المناهضة للانقلاب مصرع فتاة جامعية أمس الأحد إثر اختناقها من استنشاق غازات سامة أطلقت في محيط سفارة البرازيل لتصبح بذلك ثالث ضحية منذ عودة ثيلايا.