أبو ظبي، 12 أكتوبر/تشرين أول (إفي): تمتزج الموضوعات البيئية والسياسية والاجتماعية والذاتية والعاطفية في مجموعة كبيرة من الأفلام التركية ضمن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي، لتلقي الضوء على عالم تركيا الحديثة بتفاصيل أولاها مخرجوها كل العناية لتنافس الشعبية الهائلة التي حققتها المسلسلات التركية في العالم العربي.
15 فيلما من تركيا في برنامج "السينما التركية الحديثة" ضمن المهرجان، قدمها مخرجون أتراك كبار مثل بيلين إسمر، أورهان إسكيكوي، أوزغور دوغان، أوزغان ألبير، درويش زعيم، سميح قبلان أوغلو، رها إردم، ييشيم أوسطا أوغلو، سيفي تيومان، ومحمود فاضل كوشكان وآخرون.
البرنامج يتضمن عرض فيلمين مشاركين في مسابقة الأفلام الروائية هما: "10 حتى 11" للمخرجة بيلين إسمر، و"في الطريق إلى المدرسة" للمخرجين أورهان إسكيكوي و أوزغور دوغان.
إلى جانب عرض سبعة من أفلام العرض الأول في الخليج هي: "خريف" للمخرج أوزغان ألبير، "نقطة" لدرويش زعيم، "حليب" لسميح قبلان أوغلو، "شروقي الوحيد" لرها إردم، "صندوق باندورا" لييشيم أوسطا أوغلو، "كتاب الصيف" لسيفي تيومان، و"المسبحة الخطأ" لكوشكان.
كما يسبق العرض الأولي لهذه الأفلام الروائية الطويلة عروض ستة أفلام تركية قصيرة هي "موت الشاعر" للمخرج إيليف إرغيزين، "حليب وشوكولاتة" لسينيم توزين، "قربان" لعلي بيتيل، "حلاوة طحينية بالسميد" لإزغي قبلان، "منعطف" لفرات مانشوهان، و"الانتظار" للمخرجة أمينة أمل بالسي.
الفيلم "10 حتى 11"، وهو من أفلام العرض الأول في الخليج، وتقدم مشاهده وحبكته الروائية الطويلة تفاصيل الحياة اليومية لعجوز هو العم مدحت الذي يشغله الشغف بجمع الذكريات من عشوائية تفاصيل حياته، لكن الأمر يصبح أكثر صعوبة عندما تتدهور حالته الصحية فيجبر في نهاية الأمر على أن يترك ذكرياته للبواب علي.
أما فيلم "في الطريق إلى المدرسة" فيعتبر من الأفلام التركية الاستثنائية التي توثق تناقضات تركيا الحديثة والجدل التاريخي حول المشكلات العرقية التي تعاني منها وأولها المسألة الكردية، إذ يتتبع الفيلم تسلسل الأحداث في رحلة يقوم بها للمرة الأولى معلم تركي شاب من غرب البلاد يتم إرساله إلى قرية كردية نائية في الجنوب الشرقي ليصبح المعلم الوحيد في مدرسة القرية.
ويفتح فيلم "خريف" نافذة بيئية على جماليات الطبيعة التركية من خلال اعتماد المخرج حلول فصل الخريف في جبال منطقة البحر الأسود كخلفية مشهدية طبيعية منعكسة على حياة السجين يوسف الذي يتم إطلاق سراحه لأسباب صحية، فيعود ليعيش تفاصيل الفقدان المتواصل لحياة الشباب، كما يترك هذا العمل الروائي بما فيه من بساطة وغنائية فريدتين علامةً راسخةً في تاريخ السينما التركية المعاصرة.
ويصور فيلم "نقطة" حكاية خطاط شاب موهوب يتورط في سرقة نسخة قديمة وثمينة من القرآن الكريم، ويبرز هذا الفيلم كتجربة بصرية فنية صافية.
أما فيلم "حليب" فيقع ضمن أفلام "ثلاثية يوسف" ويروي قصة الصراع الداخلي الذي يعيشه الشاب يوسف بشأن تركه المنزل، فرغم أنه متعلق بمنزله وحياته وما هو آمن ومعروف بالنسبة إليه فإنه يتوق إلى التخلص من المألوف ليواجه الجديد القابع خلف جبال بلدته ومبانيها.
ويقع فيلم "شروقي الوحيد" ضمن مجموعة الأفلام العاطفية الذاتية التي فتحت للسينما التركية بابا إلى الذات العربية عبر بوابة الوجدان، إذ يجسد براعة التلاعب بالموسيقى التصويرية للمخرج في تصويره تجربة فتاة تبلغ الرابعة عشرة من العمر، وتحاول عبر تمتماتها المتتالية التأقلم مع محيطها الذي يخلو من الحب.
أما فيلم "صندوق باندورا" فيحكي الوجه الجميل للعلاقة الإنسانية بين الجدة نصرة التي تتوه بين الجبال المحيطة بقريتها وحفيدها الفتى المتحضر مراد.
بينما يحمل فيلم "كتاب الصيف" طابع السيرة الذاتية لسيفي تيومان، ويسلط الضوء على الحياة الريفية التركية وما يخلفه البطريرك من تساؤلات بعد وفاته عن المال المفقود والعشيقة الغامضة، وينبغي على علي ذي السنوات العشر وشقيقه فيصل وعمهما حسن أن يمضوا صيفا طويلا قائظا سعيا لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن خيارات حياتهم.
وبالنسبة لفيلم "المسبحة الخطأ" فإنه يسرد قصة بسيطة بطيئة الوتيرة عن غرام شاب مسلم وامرأة كاثوليكية، وتكمن فرادته في أنه بخلاف الأفلام الأخرى التي تقدم الرأي العلماني الإشكالي حول دور الدين في عملية تغريب تركيا المعاصرة، لا يقدم الإيمان على أنه مصدر معركة مستمرة.(إفي)