سانتياجود دي كومبوستيلا (إسبانيا)، 28 أكتوبر/تشرين أول (إفي): أكد المخرج المغربي جواد رحاليب أن الآلاف من صيادي الأسماك ببلاده يتعرضون لتهديد بسبب إجراءات فرضتها الحكومة لمنعهم من الصيد خلال مدد طويلة، بما يصب في مصلحة الشركات السمكية الكبرى، التي تحصل على تصريحات تمنح للأشخاص "المقريبين من السلطة".
وندد رحاليب بالوضع الذي يمر به الصيادون في المغرب، في تصريحات أدلى بها بمناسبة مشاركة فيلمه الوثائقي (لي داني دو لامير) أو (مدانو البحر) في مهرجان "آمال" الدولي للسينما الأوروبية-العربية، المقام بمدينة سانتياجو دي كومبوستيلا، شمال غربي إسبانيا.
وقال المخرج المغربي، الذي يقيم في بروكسل إن "مداني البحر هم صغار الصيادين بالمغرب، الذين يتعرضون لوضع قاس يعاني منه 500 مليون صياد في كل أنحاء العالم، في مواجهة أصحاب قوارب الصيد الصناعية الكبرى".
وأكد رحاليب أن "الحكومة المغربية تمنح التصريحات للأغنياء وللمقربين من أوساط الحكم، مشيرا إلى أن "ثمة العديد من اصحاب السفن الروس، والأوكرانيين، واليابانيين، والصينيين، والإسبان، إلى جانب دول أخرى ممن لا تتعرض سفنهم لنظام الحصص المفروضة بموجب اتفاق مع الاتحاد الأوروبي"، وهم الذين يستغلون ذلك للاستفادة من التصريحات الممنوحة لممارسة الصيد في مياه البلاد، على حساب صغار الصيادين.
وأشار السينمائي إلى أن هذا الوضع يتعرض له عشرة آلاف صياد بالمغرب، تجبرهم السلطات على التوقف عن أعمالهم ثلاثة أو أربعة أشهر، في الوقت الذي تسمح لكبار شركات الصناعة السمكية بممارسة أعمالها.
جدير بالذكر أن فيلم (مدانو البحر) حصل على جائزة "ديكالو" لأفضل فيلم وثائقي بالمهرجان الدولي للفيلم الإفريقي بمدينة كان في أبريل/نيسان الماضي، وعلى جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان سينما البحر المتوسط (إنفيروفيلم) بالعاصمة السلوفاكية براتسلافا، إلى جانب جائزة الجمهور في مهرجان (نيون) السويسري.
ومن المقرر أن تمتد فعاليات مهرجان "آمال"، التي انطلقت الجمعة الماضي، حتى يوم 31 من الشهر الجاري، ويشارك به 36 فيلما، ما بين أفلام روائية طويلة، وقصيرة، ووثائقية.
يذكر أن أولى دورات مهرجان "آمال" قد انطلقت عام 2003 بهدف خلق تعاون في المجال السمعي البصري بين إسبانيا والعالم العربي والترويج للصناعة الصاعدة للأفلام في تلك البلدان، فضلا عن خلق فضاء مخصص لتفاعل الثقافتين العربية والإسبانية وفرصة لتقريب عالمين متباعدين عبر لغة أكثر عالمية (السينما).
ويعد المهرجان أحد أهم التظاهرات الثقافية التي تقام في إسبانيا، وتحتفي بالسينما العربية على غرار فعاليات ثقافية أخرى مماثلة تقام في فرنسا وبلجيكا وألمانيا ومصر وسوريا والمغرب وتونس والخليج والولايات المتحدة وكندا.(إفي)