سيدني (رويترز) - قال طبيب عمل في مراكز احتجاز المهاجرين في استراليا يوم الخميس إن الحكومة طلبت منه إخفاء الأدلة على انتشار الأمراض النفسية بشكل واسع بين أطفال اللاجئين نتيجة حبسهم في هذه المراكز.
وترسل الحكومة الاسترالية -بموجب سياساتها التي تهدف إلى وقف تدفق طالبي اللجوء إلى الاراضي الاسترالية عبر البحر- المهاجرين غير الشرعيين إلى مخيمات في بابوا غينيا الجديدية ودولة ناورو في جنوب المحيط الهادئ حيث يحتجزون لفترة طويلة الى حين درس أوضاعهم.
وقال بيتر يانج-وهو طبيب كان يعمل كمشرف على دائرة الصحة النفسية في المراكز- في جلسة استماع للجنة حقوق الانسان الاسترالية إنه كان يطلب منه إزالة الأرقام من تقرير يظهر الحجم الكبير للمشكلة.
وقال في إشارة إلى دائرة الهجرة "أعتقد أنه من الانصاف القول بأن الدائرة كانت سلبية تماما تجاه ذلك التقرير. لقد طلبوا منا سحب الأرقام من تقاريرنا."
وقال نشطون مدافعون عن حقوق المهاجرين إن الاحتجاز لفترات طويلة وعدم معرفة اللاجئين المكان الذي سيعاد توطينهم فيه والفترة التي يستغرقها إتخاذ قرار بشأن هذا الأمر يؤدي إلى انتشار الأمراض النفسية في المنشآت.
وهذا العام خاط مهاجرون في مركز للمهاجرين في جزيرة كريسماس الأسترالية النائية شفاههم في اطار اضراب عن الطعام كنوع من الاحتجاج على طريقة معاملتهم.
وتفتخر حكومة رئيس الوزراء توني أبوت المحافظة بنجاحها في كبح موجات طالبي اللجوء وقالت إن هذه السياسات ضرورية لانقاذ حياة المهاجرين في البحر وحماية السيادة الأسترالية.
غير أن هذه السياسية تعرضت لانتقادات من جمعيات حقوق الإنسان والأمم المتحدة التي عبرت عن مخاوفها من احتمال انتهاك أستراليا لالتزاماتها كدولة موقعة على معاهدات تكفل حقوق طالبي اللجوء في المنظمة الدولية.
وهذا الاسبوع اتهمت مجموعة من القادة المسيحيين البارزين وزير الهجرة سكوت موريسون "باساءة معاملة الأطفال بشكل تعاقب عليه الدولة" بسبب الاجراءات الحدودية الصارمة التي تتبعها حكومته.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)