Investing.com - بدت رسالة الفيدرالي موحدة للأسواق سواء عن طريق محضر اجتماع الفيدرالي الأخير أو تصريحات أعضاؤه الذين غمروا الشاشات والصحف بتصريحات تبعث للأسواق رسالة واحدة مفادها، لا تحلموا بخفض قريب لأسعار الفائدة، وهي ليست برسالة جديدة يرسلها أعضاء الفيدرالي، إلا أن الأسواق لا تتفاعل أبدًا بشكل متناسب مع عنف وتشددية تصريحات أعضاء الفيدرالي، فهل هناك أزمة ثقة؟
ماري دالي..الأسواق لا تفهمنا
كانت رسالة ماري دالي، رئيس بنك سان فرانيسيكو الفيدرالي، هي الأوضح حيث قالت مباشرة أن الأسواق لا تفهمنا على عكس المستهلكين. وشددت دالي على ضرورة رفع أسعار الفائدة وأن ما تحقق من تباطؤ للمعدل التضخم الرئيسي لا يعد نجاحًا، وأشارت إلى استمرار ارتفاع مؤشر نفقات المستهلكين الأساسي.
وعن سياسة رفع أسعار الفائدة قالت دالي أن الأسواق تظن أنه سيحدث خفض مباشر بعد رفع الفائدة، وهي ليست سياسة صحية، بل أن ما يصح هو تثبيت الفائدة بعد وصولها للمستوى المناسب بعض الشيء، لتأكد من أثرها على خفض التضخم والعودة به إلى الحدود المستهدفة من الفيدرالي وهي 2%.
بولاد الأكثر تشددًا
يعد بولاد، واحد من أكثر صانعي السياسة تشددًا في الفيدرالي الأمريكي، وقال في تصريحات لصحيفة وول ستريت جورنال، إنه يفضل أن يستمر الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة، وأنه يجب أن نستمر في التحرك بسرعة إلى مستوى فائدة يضع ضغطًا هبوطيًا كبيرًا على التضخم".
وأضاف إنه لا يرى سببًا في رغبة البعض في ترحيل رفع أسعار الفائدة للعام المقبل.
إيستر جورج..من صقر لحمامة
وإلى جانب بولارد، فإيستر جورج هي الأخرى ضمن اللجنة التي تصوت على رفع أسعار الفائدة، ورغم أنها كانت محسوبة على الصقور وصاحبة موقف تشددي إلا أنها غيرت من وجهتها في الفترة الأخيرة لتميل نحو إجراءات أخف حدة.
وعارضت إيستر جورج زيادة أسعار الفائدة بـ 75 نقطة أساس في يونيو، في حين عادت مرة أخرى لتوافق عليها في يوليو، بما يصدر حالة من عدم اليقين هو موقفها للفترة المقبلة.
وقالت إيستر جورج: "أعتقد أن الحجة لمواصلة رفع أسعار الفائدة لا تزال قوية. لكنني أعتقد أن الاتجاه واضح للغاية.
وأضافت: "لقد فعلنا الكثير ، وأعتقد أنه يتعين علينا أن نكون مدركين جدًا لأن قرارات سياستنا غالبًا ما تكون متأخرة. علينا أن نراقب بعناية كيف يحدث ذلك ".
أشارت جورج أيضًا إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان يقلص ميزانيته العمومية البالغة 8.9 تريليون دولار بينما يرفع أسعار الفائدة، مما يتسبب أيضًا في كبح جماح الاقتصاد والحد من قدرته الإنتاجية. وتتصاعد وتيرة التراجع الشهر المقبل إلى وتيرة سنوية تبلغ حوالي تريليون دولار.
ورأى صانعو السياسة أن معدل الأموال الفيدرالية وصل إلى نطاق من 3.25٪ إلى 3.5٪ هذا العام، وفقًا لمتوسط تقدير توقعاتهم لشهر يونيو. سيتم تحديث التوقعات في سبتمبر عندما يجتمع بنك الاحتياطي الفيدرالي المقبل.
وعارضت جورج تصوّر المستثمرين أن هبوط التضخم الرئيسي إلى 8.5% سيكون بداية لنهاية التضخم وكذلك نهاية الإجراءات التشددية من الفيدرالي، وقالت: "هذا ليس إحساسي الآن، لذا أعتقد أن تقييم خفض الفيدرالي أو تغيير سياسته النقدية، ليس هو القراءة الصحيحة للاحتياطي الفيدرالي."
كاشكاري..واضحًا
قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري: "لدينا مشكلة تضخم في الوقت الحالي" ، وأنه يتعين على البنك المركزي السيطرة عليها "بشكل عاجل". ولا يصوت دالي ولا كاشكاري على سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.
الفائدة والفيدرالي
رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي في يوليو أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية إلى نطاق 2.25٪ إلى 2.5٪، بعد زيادة مماثلة الحجم في يونيو لتهدئة التضخم الأكثر سخونة منذ 40 عامًا. وأشار المسؤولون منذ ذلك الحين إلى أن الرفع في سبتمبر سيتراوح بين 50 أو 75 نقطة أساس أخرى، وأنهم في انتظار المزيد من البيانات لتحديد وجهتهم.
الدولار الأمريكي نحو الـ 108 من جديد..بقوة الفيدرالي
ويسجل مؤشر الدولار الأمريكي الآن 107.970 أمام سلة من العملات الأجنبية بزيادة 0.52%، بعد سقوطه أسفل 105 نتيجة لقوة أسواق الأسهم، قبل أن يعيده محضر الفيدرالي وتصريحات أعضاؤه للصعود مرة أخرى.
وشهدت أسواق الأسهم في يوليو صحو كبيرة، حيث ارتفع مؤشر آس آند بي 500 الأمريكية بـ 9% منذ اجتماع يوليو.