روما، 16 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): استنكر الزعيم الليبي معمر القذافي اليوم الاثنين غياب جهود وإرادة الدول الثرية في قضية مكافحة الجوع على مستوى العالم.
وجاءت إدانة القذافي خلال القمة العالمية الخاصة بالأمن الغذائي والمنعقدة حاليا في العاصمة الإيطالية روما، في كلمة قال فيها "أشعر بالأسف لعدم مشاركة الدول الثرية في هذه القمة. إنها رسالة واضحة لنا جميعا. فقد قررت الدول الثرية عدم المشاركة في إيجاد حل لمشكلة الأمن الغذائي في العالم".
وأضاف "إن هذه القمة تسعى إلى جمع موارد مالية لمساعدة الفقراء ولكن الدول الثرية هي من تغيبت. إنها علامة على عدم رغبتها في المشاركة في هذه المجهودات. فلا أحد منهم ينوي التبرع بشيء للآخرين".
وألقى الزعيم الليبي خطابا شديد اللهجة غلبت عليه نظرة التشاؤم خلال الجلسة الأولى بالقمة التي ستستمر فعالياتها حتى بعد غد الأربعاء في مقر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومن المتوقع أن تحظى بمشاركة بابا الفاتيكان البابا بينيديكت السادس عشر.
وأوضح القذافي "إن الرسالة واضحة: يتعين على كل منا وضع ظروفه في الاعتبار، فكل بلد لابد أن تتخذ إجراءات تتفق مع إمكانياتها لمحاربة الجوع".
وتابع "إن العالم لا يحشد مجهوداته للقضاء على الجوع وتحسين أوضاع الأمن الغذائي. وقد ذهبت كافة القرارات السابقة والوعود هباء.. الواقع يوضح لنا أن أطفال كثيرين قد وافتهم المنية بسبب الافتقار للغذاء وهذا يحدث في الدول النامية".
كما أكد القذافي، الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الأفريقي، أن جزءا كبيرا من مشكلة الجوع في القارة السمراء يعتبر نتيجة لاستعمار القوى الكبرى خلال القرون الماضية".
ودعا في لهجة حماسية "من الضروري أن تدفع القوى الاستعمارية القديمة ثمن ما فعلته. إننا لا نطلب منحا أو حسنة، بل نطالب بحق تم انتهاكه ونريد التعويض".
وأردف "تنفق أمامنا آلاف الملايين على الأسلحة وقتل البشر، فلماذا لا نضع حدا لتطوير الأسلحة؟".
وأخيرا، وصف الزعيم الليبي الوضع الحالي في مكافحة الجوع بأنه "نفاق وازدواجية" لأن الدول الثرية لازالت تستغل أراضي القارة الأفريقية، على حد قوله. (إفي)