بوينوس أيرس، 17 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): اختتم الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز اليوم الثلاثاء جولته اللاتينية الثانية في بوينوس أيرس والتي انتقد خلالها رئيسي إيران وفنزويلا ورفض المبادرة الفلسطينية أمام الأمم المتحدة بإقامة دولة فلسطينية.
وخلال جولته في الأرجنتين التي استغرقت يومين، مدح بيريز "الموقف الواضح" لحكومة الرئيسة كريستينا فرناندث حول إيران، رغم دفاعها عن حقوق الفلسطينيين وعن علاقتها مع فنزويلا.
وقال بيريز في اجتماع حاشد عقده في العاصمة الأرجنتينية مع الجالية اليهودية، التي تعتبر كبرى جاليات أمريكا اللاتينية: "يجب أن نعتمد في الحياة على ذكائنا، وليس على آبار النفط التي تشتت عقول بعض القادة ابتداء من شافيز وحتى أحمدي نجاد"، وأضاف أن "النفط قد ينفد، ولكن العدالة باقية".
وشدد الرئيس الإسرائيلي على أن "إسرائيل ليس لديها أراضي شاسعة ولا مياه، ولا نفط، أو ذهب، ولكنها الأرض المقدسة. ولهذا فليس أمامنا بديل آخر سوى أن نعيش بعقولنا".
واسترجع بيريز، أمام آلاف الأشخاص بملعب لونا بارك في بوينوس آيرس، الهجمات الدامية التي تعرضت لها سفارة إسرائيل في هذه المدينة في عام 1992 ، وجمعية (أميا) اليهودية الأرجنتينية في عام 1994 والتي نسبت لإرهابيين إيرانيين.
وأضاف أن "الأرجنتين تعلم من هي إيران ومن هو أحمدي نجاد. إن عدونا واحد وهو نظام طهران المتوحش. إن الشعب الإيراني سيغير هذه الحكومة لأنها تجلب العار لإيران، وتقضي على مستقبل الشباب".
وتساءل الرئيس الإسرائيلي: "من يريد رئيس يسعى إلى تدمير شعب آخر باسم حقوق الإنسان؟"، وأردف: "إننا نحافظ على حياة الأشخاص، وحقوق الإنسان بالنسبة لنا أفعال وليست هراء".
كما قال بيريز إن أحمدي نجاد "ليس خطرا على إسرائيل فقط، ولكنه خطرا يهدد العالم بأسره"، مؤكدا أن "العالم لا يستطيع التعايش معه".
وتابع: "إنني لا أخشاه (نجاد).. إننا أقوى منه لأن العقل معنا".
وطالب الرئيس الإسرائيلي من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بـ"الصبر"، رافضا إعلان الدولة الفلسطينية بشكل "أحادي".
وأدان بيريز السياسة التي تتبعها حركة حماس، مشيرا إلى أنها "دأبت على العدوان على الإسرائيليين".
وصرح الرئيس الإسرائيلي للصحفيين: "حماس هي التي تعمل على الانقسام وليست إسرائيل، حيث لا تعطي الفرصة للرئيس الفلسطيني لفعل ما يريده".
وتابع بيريز: "يجب على الفلسطينيين التحلي بالصبر أثناء المفاوضات، وأعتقد أننا سنصبح أفضل جيران في غضون وقت قصير".
وأضاف المسئول الإسرائيلي: "تحاورت مع عباس مؤخرا وأخبرني أن فلسطين تبحث منذ 50 عاما عن السلام ولم نحصل على أي نتائج ولهذا أرغب في أن يحل آخر في منصبي، فقلت له لديك كل الحق في كل ما تقول، ولكن ليس لديك حق التخلي عن شعبك".
وحول الرئيس الأمريكي باراك أوباما أشار بيريز أنه "فعل كل ما بوسعه كرئيس ينتظر منه العالم الاعتدال".
وأضاف: "أوباما جاد للغاية في أهدافه، يملك سلطة إمبراطورية، لكنه لا يشتهي الإمبراطورية".
يذكر أن بيريز كان قد وصل إلى الأرجنتين الأحد قادما من البرازيل برفقة وفد كبير من رجال الأعمال لبحث دعم العلاقات بين البلدين، وفي محاولة لاحتواء التأثير الإيراني المتزايد في المنطقة نتيجة لعمق العلاقات بين طهران وكاراكاس، المعارضان للسياسات الإسرائيلية في الشرق الأوسط.
وتعد زيارة بيريز هي الأولى التي يقوم بها رئيس دولة إسرائيلية إلى الأرجنتين في آخر عقدين.
وكان الرئيس حاييم هيرتزوج هو آخر رئيس إسرائيلي يزور الأرجنتين في عام 1989 خلال العام الأول من حكومة كارلوس منعم (1989-1999).(إفي)