نيويورك، 30 ديسمبر/كانون أول (إفي): أعلن المهندس الألماني كارستن نول عن توصله لحل التشفير المستعمل من قبل شركات الهاتف المحمول التي تعتمد على استخدام أنظمة "GSM" لحماية المكالمات الهاتفية الخاصة بعملائها.
جاء إعلان الخبير التكنولوجي أمام نحو 600 شخص في مؤتمر "فوضى الاتصالات"، الملتقى الاكثر أهمية لـ"القراصنة" الأوروبيين، خلال انعقاده في برلين.
ونقلت صحيفة (نيويورك تايمز) اليوم عن نول قوله انه اعلن عن توصله لحل شفرة النظام، لاثبات ان أنظمة GSM "غير آمنه بما يكفي"، ولكى "تتخذ شركات خدمات الهاتف المتحرك إجراءات أكثر أمنا لحماية الاتصالات الهاتفية".
ونشر نول الرموز التشفيرية على الانترنت للتحذير من ضعف وعدم فاعلية نظام "GSM"، الذي تم وضعه عام 1998 ، ويستخدم الى الآن لحماية نحو 80% من المكالمات الهاتفية لشركات المحمول في العالم.
وتعتبر الرابطة المسئولة عن تنظيم الاتصالات باستخدام أنظمة "GSM" ان عملية فك التشفير "غير قانونية"، في الوقت الذي قللت فيه من اهمية الاعلان، وأشارت الى ان المهندس الألماني "يبالغ في التهديد الامني".
وقال المتحدث باسم الرابطة كلير كرانتون، حول إمكانية التنصت على المكالمات الهاتفية للعملاء باستخدام رموز حل الشفرة "يمكن نظريا، ولكنه مستحيل عمليا".
ويعمل نول كأستاذ لهندسة المعلومات بجامعة فيرجينيا (الولايات المتحدة)، وهو خبير بالتشفير، وكان قد طلب في أغسطس/آب الماضي خلال اجتماع لـ"القراصنة" في امستردام، بمساعدته لحل لوغاريتم نظام "GSM" (لاغراض أكاديمية)، وشارك معه 24 شخص، من بينهم اعضاء بـ"نادي الفوضى الحاسوبية" في العمل على فك التشفير، الذي يحمي مكالمات قرابة ثلاثة مليارات و500 مليون شخص من إجمالي أربعة مليارات و300 مليون شخص، يستخدمون الهواتف المتحركة في العالم.
ويعرف نظام التشفير فنيا باسم "لوغاريتم A5/1"، وقد تمكن في الحفاظ على خصوصية المكالمات الهاتفية لعملاء الشركات المستخدمة لنظام "GSM" منذ استخدامه عام 1988.
ونقلت صحيفة (فاينينشال تايمز) عن رئيس رابطة اتصالات "GSM" قوله ان الاعلان عن رموز التشفير لن يسبب اي مشاكل في "الغد أو الاسبوع أو الشهر القادم"، بيد انه سيتم "مراقبة الوضع".
ومن جانبه، أبرز الرئيس التنفيذي لشركة تشفير الهواتف النقالة "سيل كريبت"، سيمون برانثفيلد جارث، انه "منذ بضعة أعوام كان الامر يتطلب معدات تتكلف الملايين، وخبراء لاعتراض المكالمات، ولكن الان يكفي وجود الخبراء ومعدات شبكة بقيمة 1500 دولار فقط للقيام بهذه العملية".
وأكد انه تم رصد مشكلات في نظام "GSM" من قبل مثلما حدث عام 2004، وتوجب على جميع شركات خدمات الهواتف النقالة التي تعمل به، تحديث أنظمتها الامنية لاستخدام أنظمة تشفير أكثر قوة.
وكان قد حدث شيء من هذا القبيل بالفعل عام 2004، مع نظام A5/2، وتحتم على شركات خدمات الهاتف المستخدمة لشبكات "GSM" آنذاك في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا تحديث شبكاتهم، وهي عملية تطلبت تكلفة كبيرة، واستغرق الانتهاء منها نحو 18 شهرا. (إفي)