غرناطة، 3 فبراير/شباط (إفي): أعدت باحثة بيروانية بجامعة غرناطة الإسبانية دراسة حول "الغرائز العنيفة" لسكان مدينة ماكوندو الخيالية، مسرح أحداث رواية (مائة عام من العزلة) للكاتب الكولومبي الشهير جابريل جارسيا ماركيز، و"العنف الجنسي" الذي تعرضت له المرأة بالعمل، من خلال قراءة نقدية للنص الأدبي ذائع الصيت.
وذكرت سيلفيا كونيتشكي في دراستها النقدية أن جسد المرأة بدا في رواية أديب نوبل الكولومبي كالأرض البكر التي ينبغي أن تخضع لسيطرة القوة.
وقالت كونيتشكي في الدراسة التي نشرتها بمجلة (سوسيوكريتيسزم) بعنوان (التطور التاريخي والعنف الجنسي. قراءة اجتماعية نقدية لمائة عام من العزلة)، إن "العدوانية في العلاقات الجنسية تعكس روح أسلاف أسرة بويندييا، الذين غزوا الأراضي الأمريكية".
وتعارض الباحثة البيروانية النظرية الشائعة القائلة بأن أحداث الرواية دارت في منطقة ماكوندو الخيالية، التي ظهرت كجنة أفسدها الأجانب الوافدون على البلاد، مشيرة الى ان سكان المدينة، على النقيض من السلام الاجتماعي الظاهري، كانوا يحملون منذ البداية غرائز عنيفة.
وتساءلت سيلفيا حول أصل الوحدة التي تعاني منها أسرة بويندييا، بطلة الرواية، انطلاقا من نظرية البروفيسور إدموند كروس، وعبر تحليل الميول الجنسية للأبطال الرجال لهذا العالم السردي
وأردفت أن بعض مقاطع الرواية المتعلقة بالأبطال الذكور، تضمنت مفهوم الجنس عبر مصطلحات دالة على غزو الأرض، الذي يوضح -إلى جانب العقلية الذكورية السائدة- الاختلاف في تقييم العذرية لشخصيات الرواية من الإناث والذكور.
وأضافت الناقدة البيروانية أن العنف ارتبط بمفهوم الجنس في رواية ماركيز، وتوصلت لذلك عبر تحليل العلاقات الجنسية لبعض شخصيات العمل الأدبي، وبينهم بعض صغار السن. (إفي)