يجرى الآن على أرض مدينة "مصدر" التابعة لشركة أبوظبى لطاقة المستقبل استثمارات لأكثر من 50 شركة تعمل في مجالات الطاقة المتجددة والخدمات المساعدة لها، تبلغ نسبة الشركات الأجنبية العاملة منها 70% والباقى شركات محلية، وتنتظر مصدر حاليا أكثر من 100 طلب لشركات ترغب بالاستثمار في المدينة، مع إمكانية مضاعفة هذا العدد حتى نهاية 2010، بالإضافة إلى الاستثمارات الخاصة في المدينة تعتزم حكومة أبوظبى مشاركة العديد من الدول الأجنبية في مشاريع حيوية داخل المدينة، على غرار القرية السويسرية التي أطلقت في 2010 .
تتميز مدينة "مصدر" ببنيتها التحتية الفريدة، بدءا من شوارعها وأبنيتها ومرافقها، وصولا إلى وسائل نقلها الصديقة للبيئة، مرورا بموارد الطاقة المتجددة ومراكز تدوير النفايات وإعادة استخدامها في مجالات أخرى مثل توليد الطاقة للمدينة، تعتبر البنية التحتية للمصدر أهم عوامل جذب الشركات المستثمرة في الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى امتيازات الاستثمار الأخرى، مثل التملك الأجنبي بنسبة 100% ودون ضرائب أو خصخصة للعوائد أو الأصول، مع تقديم جميع الخدمات والتسهيلات اللازمة للشروع بالاستثمار عبر خدمات النافذة الواحدة، التي توفر على المستثمرين الجهد والوقت والمال، وسيتم ربطة مدينة مصدر بالمجمعات السكنية المحيطة بها مع مناطق وسط مدينة أبوظبى ومطار أبوظبى الدولي، من خلال شبكة من الطرق وسكة قطار ومسارات جديدة للمواصلات العامة
وتعتبر "مصدر" أول مدينة حيادية الكربون بالعالم، التي تقع على مساحة 290 هكتار، تشكل المساحات الخضراء منها نسبة 9،5%، ويتم بناء مصدر على ستة مراحل أولها ينتهي في عام 2013 ويفتتح فيها هذا العام، المقر الدائم لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، بالإضافة إلى ثلاثة أبنية تجارية ومحلات تجزئة ومطاعم في وقت لاحق.
إن خريطة الاستثمار في "مصدر" موزعة بين شركات الطاقة المتجددة العالمية، وهي الشريحة الأكبر من الشركات المستثمرة بالمدينة، يأتي بعدها شركات الخدمات المساعدة التي تزود المدينة بالمطاعم ومراكز التسوق ومكاتب الاستشارات القانونية والفنية، ثم شركات التي تدير مشاريع الصناعات الخفيفة المرتبطة بإنتاج الطاقة المتجددة بالإضافة إلى المباني السكنية .
تمتد أعمال الشركات المستثمرة في المدينة على حوالي 100 ألف متر مربع، بمعدل 1500 -2000 متر مربع لكل شركة،وتكلفة استثمار المتر الواحد في المدينة تختلف بين شركة وأخرى بحسب العديد من الاعتبارات، وتنتظر "مصدر" إلى ما ستقدمه الشركات للمدينة والإمارة في مجالات الطاقة المتجددة أيضا، وبالتالي خطة الشركات العلمية، من تجارب وابتكارات ودراسات في هذه المجالات،
وفى حديث "لـ أحمد باقوم" مدير المنطقة الحرة بالمدينة أن مشروع مصدر يهدف إلى ترجمة رؤية أبوظبى نحو 2030 لدعم الدولة إلى الريادة العالمية في مجال الطاقة المتجددة من خلال العمل مع العديد من الجهات الحكومية وسن القوانين والتشريعات الخاصة بالاستثمار في مجال الطاقة المتجددة، ويتوقع أن تصدر تلك القوانين في نهاية العام الجارى2010 أو مع بداية العام القادم 2011 ،
وفي إطار الترويج لمدينة مصدر محليا وعالميا، تعمل الشركة على إقامة الحملات التسويقية بالتعاون مع الجهات الحكومية مثل غرفة التجارة والصناعة وسفارات الدولة في الخارج والمشاركة في العديد من المعارض والمؤتمرات الدولية.