برازيليا، 16 أبريل/نيسان (إفي): شددت كل من البرازيل وروسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا على المطالبة بإعادة هيكلة المؤسسات المالية العالمية، لضمان عالم أكثر مساوة وعدلا، ولدعم التنمية المستدامة ومكافحة الفقر.
جاء هذا في البيانين الختاميين لقمتي منتدى إيبسا (البرازيل والهند وجنوب أفريقيا)، ومجموعة بريك (البرازيل وروسيا والهند والصين)، اللذين استضافتهما برازيليا، حيث اعتبرت الدول المشاركة هذا الإجراء ضروريا عقب الازمة الاقتصادية العالمية، التي اندلعت عام 2008.
وذكر بيان منتدى (إيبسا)، الذي وقعه الرئيس البرازيي لولا دا سيلفا، ونظيره الجنوب أفريقي جاكوب زوما، ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج: "نحتاج لإصلاح مؤسسات بريتون وودز لزيادة فعاليتها وشفافيتها ومصداقيتها وشرعيتها".
وكانت مجموعة (بريك) قاطعة بشكل أكبر، عندما طالبت بإصلاح حق التصويت في البنك الدولي خلال اجتماع الربيع المقبل، بحيث يكون للدول ذات الاقتصاد الصاعد مزيد من السلطة في اتخاذ القرارات، وإعادة هيكلة حصص الدول الاعضاء في صندوق النقد الدولي، قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين، المقررة في نوفمبر/تشرين ثان المقبل.
ودعا البيان، الموقع من جانب كل من لولا وسينج والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ونظيره الصيني هو جينتاو، إلى انتخاب رؤساء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بناء على جدارتهم لا جنسياتهم، وإلى انعكاس التباين في اعضاء هذه المؤسسات على أطقم إدارتها.
كما طالب تكتل دول (إيبسا) بزيادة رأس مال صندوق النقد الدولي، بما يسمح بتحسين قدرته على تلبية الحاجات الائتمانية للدول الفقيرة، في حين وجهت (بريك) نفس المطلب لمؤسسات أخرى، مثل هيئة التمويل الدولي.
واتفق زعماء الدول الخمس على ضرورة إصلاح وتوسيع عضوية مجلس الامن التابع للامم المتحدة بشكل عاجل، حتى يصبح أكثر ديمقراطية وتمثيلا للدول النامية.
ومن جانبه، صرح زوما "لا يمكننا ان نقبل ان يظل اغلب سكان العالم دون تمثيل في مجلس الامن".
وقد أيد التكتلان أيضا استئناف جولة مفوضات الدوحة، في إطار منظمة التجارة العالمية، للإسراع من إيقاع التعافي الاقتصادي، ودعم تنمية الدول الفقيرة.
وفيما يتعلق بالتغير المناخي، فقد تعهد أعضاء (بريك) و(إيبسا) بدعم الجهود العالمية للتوصل إلى اتفاق ملزم حول الحد من انبعاثات الغاز، خلال مؤتمر الامم المتحدة المقبل حول التغير المناخي، والذي ستقام فعالياته بالمكسيك أواخر العام الجاري.
أما على الصعيد السياسي، فقد جددت دول (إيبسا) تعهدها بتحقيق هدف حظر الانتشار النووي في العالم، في الوقت الذي اعترفت فيه بحق إيران في تطوير برنامجها لأغراض سلمية، وحثت على التوصل لحل سلمي لهذا النزاع عبر السبل الدبلوماسية.
ودعا البيان الختامي طهران إلى "التعاون التام مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والالتزام بقرارات مجلس الأمن".
وفيما يخص مجال التعاون الثلاثي، اتفقت البلدان الثلاثة على تطوير برنامج فضائي مشترك لإطلاق قمرين صناعيين، لاغراض تتعلق بدراسات الارصاد الجوية، والزراعة، والملاحة البحرية ومراقبة الارض، ولتقديم خدماتهما لدول أخرى، على حد قول الرئيس البرازيلي.
وكذلك وقعت البرازيل والهند وجنوب أفريقيا اتفاقا لزيادة التعاون في مجال الطاقة الشمسية، ومذكرة تفاهم لفتح الباب مستقبلا امام التعاون في قطاع الزراعة.
ومن ناحيتها، وقعت دول مجموعة (بريك) اتفاقية بين بنوك الدعم والتنمية في الدول الأربع، لدعم تمويل المشروعات المشتركة في عدد من المجالات، ولا سيما البنى التحتية والطاقة والصناعة.
وكان من المقرر ان تعقد قمة دول (بريك) اليوم الجمعة، إلا انها قُدمت بناء على طلب الرئيس الصيني هو جينتاو، الذي قرر إسراع عودته إلى بلاده، عقب الزلزال الذي ضرب إقليم كينجاي، وأسفر عن مصرع ما يزيد عن 600 شخص.(إفي)