Investing.com – إرتفع الدولار الأمريكي أمام بقية العملات الرئيسية في التداولات الظهيرة بالتوقيت الأوروبي لليوم الجمعة، وذلك بعد صدور بيانات أعطت إشارات متضاربة عن الاقتصاد الأمريكي يوم الخميس، ومع ترقب الأسواق لكلمات عدد كبير من مسؤولي بنك الإحتياطي الفيدرالي، وكذلك للتقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية (تقرير الوظائف)، والمقرر صدوره في وقت لاحق من جلسة التداول، ومع إستمرار المستثمرين في تتبع التطورات السياسية الفرنسية مع إقتراب جولة الحسم في الانتخابات الرئاسية في البلاد.
وكانت البيانات الرسمية التي صدرت يوم أمس الخميس، قد أعطت الأسواق إشارات متضاربة، فعلى الجانب الإيجابي، أظهر التقرير الأسبوعي الرسمي لوزارة العمل أن عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة الأولية قد تراجع بأكثر من المتوقع، بينما وعلى الجانب السلبي أظهرت بيانات أخرى أن طلبيات المصانع قد تراجعت خلال شهر آذار/مارس.
وبكونه الحدث الأهم على أجندة التقارير الاقتصادية لليوم، تترقب الأسواق العالمية على إختلافها صدور التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية، والمقرر صدوره عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي اليوم الجمعة، وسيتضمن عدداً من الأرقام أهمها عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية ونسبة البطالة في البلاد. ويتوقع المحللون ان يظهر التقرير الذي سيصدر اليوم أن الإقتصاد الأمريكي قد أضاف 194 ألف وظيفة الشهر الماضي، بينما يتوقعون ان ترتفع نسبة البطالة إلى 4.6٪.
وبعد أن ترك مجلس الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية دون تغيير في إجتماعه الذي إنتهى يوم الأربعاء، ووصف الضعف الاقتصادي في الربع الأول بأنه "إنتقالي"، فإن طوفان من المناسبات التي سيظهر بها العديد من أصحاب القرار في البنك اليوم الجمعة قد تتيح للأسواق الفرصة للحصول على المزيد من التوضيح حول إحتمالات رفع سعر الفائدة في الاجتماع المقبل، والمقرر أن يستمر ليومين بتاريخ 13 و14 حزيران/يونيو، وربما كذلك عن ادلة حول التوقيت الذي سيبدأ فيه البنك المركزي الأكبر في العالم، بتطبيع ميزانيته العمومية.
على الرغم من أن الأضواء وإهتمام الأسواق وأنظار الباحثين عن أدلة على التحركات المستقبلية للسياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي تركز في العادة على رئيسة مجلس البنك السيدة جانيت يالين، فإن السيدة يالين قد تختفي في خلفية الأسواق نظراً لأن خطابها، والمقرر مبدئياً عند الساعة 1:30 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي (5:30 مسائاً بتوقيت غرينيتش) سيكون تحت عنون "125 سنة من مشاركة المرأة في الاقتصاد"، مما يعني أنه قد لا تكون هناك فرصة للمستثمرين لاستخلاص أدلة حول المسار المستقبلي للسياسة النقدية الأمريكية من خطاب يتناول هكذا موضوع.
وقد نجد ان الاهتمام سيتوجه إلى العضو رقم 2 في مجلس البنك: نائب الرئيس السيد ستانلي فيشر، والمقرر أن يلقي خطاباً بعنوان "قواعد ولجان السياسة النقدية" في مؤتمر السياسة الذي تعقده مؤسسة (هوفر). ومن المقرر أن يبدأ السيد (فيشر) الكلام عند الساعة 11:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (3:30 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش).
ومن المقرر ان يعالج هذا المؤتمر، والذى سيعقد فى جامعة (ستانفورد)، قضايا مثل حجم الميزانية الفيدرالية، وتغييرات أسعار الفائدة، وسياسة شراء الاصول من طرف البنوك المركزية بشكل عام، مما قد يفتح الباب أمام السيد (فيشر) لاعطاء نظرة للمهتمين، على خطط البنك المركزى التي تهدف إلى المزيد من الإزالة لسياسة التكيف التي أتبعها البنك في السنوات الأخيرة.
وبالإضافة إلى ذلك، سيشارك كل من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس السيد جيمز بولارد، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو تشارلز إيفانز، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن إيريك روزنغرين، في المناقشة التي ستجريه لجنة السياسات في المؤتمر المذكور أعلاه، وهي المناقشة اتي من المقرر أن تبداً عند الساعة 1:30 بعد الظهر بالتوقيت الأمريكي الشرقي (5:30 مسائاً بتوقيت غرينيتش)، ومن المتوقع أن يتبع النقاش جلسة (سؤال وجواب) مع الحضور ووسائل الإعلام.
وعلاوة على ذلك، سيلقي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو السيد جون وليامز، كلمة يتناول من خلالها إجتماع لجنة الظل للسوق المفتوح، والمقرر أن يناقش من خلالها "إعادة هيكلة البنك الفيدرالي والمؤسسات التي ترعاها الحكومة"، ومن المقرر أن يبدأ (وليامز) الحديث في عند الساعة 12:45 ظهراً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (4:45 مسائاً بتوقيت غرينيتش).
وبالعودة إلى الأسواق، فلقد تراجع اليورو/دولار بنسبة 0.20٪ ليتداول عند 1.0962، لكنه بقي على مقربة من اعلى مستوياته في 6 أشهر، والذي كان قد سجله خلال الليلة الفائتة عند 1.0990.
وعلى الجبهة السياسية الأوروبية، أظهرت إستطلاعات الرأي أن (إيمانويل ماكرون) هو الفائز بالمناظرة الرئاسية التلفزيونية امام (مارين لوبان)، مما يزيد من احتمال فوز (ماكرون) في الجولة الحاسمة من الانتخابات، والمقرر ان تجري يوم الاحد.
كما إرتفع الباوند/دولار بنسبة 0.11٪ ليتداول عند 1.2935، بعد ان كان قد سجل أعلى أسعاره في أسبوع يوم امس الخميس 1.2970.
كما إرتفع الدولار أمام العملة السويسرية بنسبة 0.19٪ مع تقدم الدولار/فرنك إلى 0.9883، ولكن الدولار/ين عاكس الإتجاه العام وتراجع بنسبة 0.20٪ ليتداول عند 112.30.
هذا وتباين أداء الدولار أمام عملات القارة الأوقيانوسية التي تحمل ذات إسمه، وذلك مع تراجع الأسترالي/دولار بنسبة 0.18٪ ليتداول عند 0.7396، وإرتفاع النيوزيلندي/دولار بنسبة 0.33٪ عند 0.6894.
وعلى صعيد التقارير الاقتصادية، أظهر التقرير الرسمي الذي أصدره بنك الإحتياطي النيوزيلندي أن توقعات التضخم في البلاد قد إرتفعت بشكل ملحوظ إلى 2.2٪ في الربع الثاني من العام، مقابل 1.9٪ في الربع الأول.
وفي الوقت نفسه إرتفعالدولار/كندي بنسبة 0.10٪ ليتداول عند 1.3764، ليبقى على مقربة من أعلى مستوى له خلال 15 شهراً، والبالغ 1.3794.
وبذلك، إرتفع مؤشر الدولار والذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية أخرى، بنسبة 0.11٪، ليسجل 98.72، لكنه بقي قريباً من أدنى مستوياته في قرابة الستة أشهر، والذي كان قد سجله يوم أمس الخميس عند 98.56.