Investing.com – تراجع اليورو إلى أدنى مستوياته اليوم أمام الدولار الأمريكي بعد أن تعهد البنك المركزي الأوروبي، برفع حجم برنامج شراء الأصول التحفيزي، إذا لزم الأمر.
فبعد إعلان قرارات البنك المركزي الأوروبي بدقائق، تراجع اليورو/دولار بنسبة 0.25٪، ليتداول عند 1.1485، ويبدأ الإبتعاد عن أعلى مستوياته في 14 شهراً، والذي كان قد سجلة عند 1.1582 يوم أمس الأربعاء.
وتترقب الأسواق على أحر من الجمر قرارات السياسة النقدية التي ستعلن عند إنتهاء اجتماع البنك المركزي الأوروبي، والمقرر صدورها عند الساعة 1:45 بعد الظهر بتوقيت فرانكفورت المقر الرئيسي للبنك المركزي الأوروبي (7:45 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي). وكما جرت العادة، من المقرر أن يتكلم رئيس البنك المركزي الأوروبي (ماريو دراغي) في المؤتمر الصحفي الذي دائماً ما يتبع اعلان قرارات السياسة النقدية بـ45 دقيقة. ومع ترقب كلمات سيد السياسة النقدية الأوروبية، فإن متابعو البنك يأملون في الحصول على أدلة جديدة حول برنامج التحفيز النقدي الخاص بالبنك.
ولا يزال مستقبل برنامج شراء الأصول الذي تبلغ ميزانيته 60 بليون يورو شهرياً، والذي يعرف باسم (لتسهيل الكمي)، غير مؤكداً. من المقرر حالياً أن يستمر برنامج التحفيز حتى نهاية العام الحالي "أو أبعد من ذلك إذا لزم الأمر"، على أن يتبع ذلك مرحلة تخفيض لحجم البرنامج.
وستبلغ قيمة برنامج شراء السندات ما قيمته 2.3 تريليون يورو مع بحلول نهاية هذا العام، حيث ساهمت أسعار الفائدة السلبية والقروض المجانية للبنوك في ارتفاع حجمه.
ويحاول دراغي تحقيق التوازن عن طريق إعداد الأسواق المالية لمرحلة التخفيض التدريجي لحجم البرنامج، دون أن يتسبب ذلك في خلق "نوبة رعب" يمكن أن تؤثر على الأسواق.
وفي خطاب ألقاه في سينترا - البرتغال، ألمح دراغي أواخر الشهر الماضي إلى إمكانية إجراء تغييرات على برنامج شراء الأصول في البنك، مما ساعد على دفع اليورو إلى أعلى مستوى له مقابل الدولار في 14 شهراً.
وتضاعفت عائدات سندات البوند الألمانية بأكثر من الضعف في الأسابيع الثلاثة الأخيرة والتي تبعت خطاب سينترا. ويأتي ارتفاع عائد السندات عندما تنخفض أسعارها، وبشكل عام، فإن تراجع أسعار السندات يعكس توقعات بإرتفاع التضخم.
وفي ذلك الخطاب، قال دراغي أن تراجع التضخم يمكن أن يكون ظاهرة مؤقتة، لكنه أكد أن البنك المركزي الأوروبي يحتاج إلى أن يكون حذراً في كيفية تعديل أسس السياسة النقدية الخاصة به، بهدف تحسين الظروف الاقتصادية.
وإزدادت التوقعات بأن يكون البنك المركزي الأوروبي قريباً بالفعل من مرحلة التخفيض التدريجي لبرنامج شراء الأصول، بعد صدور محضر إجتماع 7 و8 حزيران/يونيو والذي أظهرت أن مسؤولي البنك قد ناقشوا إمكانية أن يقموموا بشطب العبارة الموجودة في بيان البنك التي تقول أن البنك سيكون جاهزاً لتسريع عملية شراء السندات في حال أظهرت البيانات أن الاقتصاد بحاجة إلى المزيد من التحفيز.
ويتوقع متابعو سياسة البنك المركزي الأوروبي أن يقوم دراغي بتكرار خطاب سينترا إلى حد كبير خلال كلماته اليوم الخميس، ولكن الأسواق مستعدة أيضا لبعض التعليقات الأكثر حذرا، والتي ستبقي الغطاء على عوائد سندات اليورو وعوائد سندات البوند الألمانية.
ولا يوجد اجتماع مقر على أجندة البنك خلال شهر آب/أغسطس القادم، حيث سيعقد إجتماع السياسة النقدية المقبل للبنك المركزي الأوروبي في شهر أيلول/سبتمبر.
ومن غير المحتمل أن يعلن رئيس البنك المركزي الأوروبي عن أي تغييرات جريئة في السياسة النقدية قبل ظهوره في مؤتمر (جاكسون هول) السنوي، والذي سيستضيفه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في أواخر شهر آب/أغسطس القادم.
وكانت صحيفة (وول ستريت جورنال) قد ذكرت الأسبوع الماضي أن دراغي قد يستخدم خطابه المقرر في (جاكسون هول) للإشارة إلى أن اقتصاد منطقة اليورو المتعافي قد أصبح الآن أقل اعتمادا على التحفيز النقدي.
وفي آخر مرة تحدث فيها هناك، وكان ذلك في عام 2014، كان خطاب دراغي إعلاناً لبدء برنامج التسهيل الكمي.