من عمر فهمي
القاهرة (رويترز) - عاقبت محكمة جنايات القاهرة يوم السبت سبعة متهمين بالإعدام في قضية قتل 20 مسيحيا مصريا في ليبيا وقضت بالسجن المؤبد على عشرة آخرين.
وتقول السلطات المصرية إن اثنين من المحكوم عليهم بالإعدام، أحدهما هارب، شاركا في قتل المسيحيين المصريين الذين أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن قتلهم في فيديو صور قطع رؤوسهم نشره في فبراير شباط 2015.
واقتيد المسيحيون المصريون الذين كانوا سافروا إلى ليبيا بحثا عن عمل في طابور على ساحل البحر وأجبروا على الجثو على الأرض ثم كبوا على وجوههم وقطعت رؤوسهم في الفيديو الذي نشر على موقع يؤيد الدولة الإسلامية.
وقبل القتل ظهر رجل أمسك بسكين في الفيديو وقال متحدثا بالإنجليزية مع ترجمة عربية لعباراته "أيها الصليبيون: إن الأمان لكم أماني لا سيما وأنكم تقاتلوننا كافة فسنقاتلكم كافة حتى تضع الحرب أوزارها." وأضاف "اليوم نحن في جنوب روما في أرض الإسلام ليبيا نرسل رسالة أخرى".
وعاقبت المحكمة باقي المتهمين وعددهم ثلاثة بالسجن المشدد 15 عاما. وحوكم غيابيا ثلاثة ممن عوقبوا بالإعدام واثنان ممن عوقبوا بالسجن المؤبد.
وكانت المحكمة قد أحالت في سبتمبر أيلول أوراق السبعة الذين عوقبوا يوم السبت بالإعدام إلى المفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم. ورأي المفتي في الأحكام التي تصدرها محاكم الجنايات في مصر بالإعدام استشاري.
ويحق للمحكوم عليهم الطعن على الحكم أمام محكمة النقض ولها أن تؤيده أو تعدله وإذا ألغته تنظر القضية بنفسها. وأحكام محكمة النقض وهي أعلى محكمة مدنية مصرية لا تقبل الطعن.
وتعاد تلقائيا محاكمة المحكوم عليهم غيابيا أمام محكمة الجنايات التي أصدرت الحكم إذا ألقت الشرطة القبض عليهم أو سلموا أنفسهم لها.
وشملت الاتهامات التي وجهت للمحكوم عليهم احتجاز المسيحيين العشرين في ليبيا قبل قتلهم للتأثير على السلطة العامة في مصر والالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا وعبور الحدود إلى ليبيا بشكل غير قانوني وتأسيس جماعة على نحو مخالف للقانون في محافظة مطروح في أقصى شمال غرب مصر.
ونسبت لهم النيابة أيضا تهم حيازة أسلحة وذخائر دون ترخيص ومحاولة تخريب منشأة شرطية في المحافظة المتاخمة لليبيا.
وبعد يوم من نشر الدولة الإسلامية فيديو يصور قطع رؤوس المسيحيين في فبراير شباط 2015 قصفت طائرات حربية مصرية أهدافا للتنظيم المتشدد في ليبيا.
وقالت مصر حينها إن الضربة الجوية أصابت معسكرات ومواقع تدريب ومخازن أسلحة وذخائر في ليبيا التي أصبحت على شفا الفوضى بسبب الصراعات الداخلية مما أعطى موطئ قدم للجماعات المتشددة مثل الدولة الإسلامية.
وأعلنت الدولة الإسلامية مسؤوليتها عن قتل 80 أغلبهم مسيحيون في تفجيرات استهدفت ثلاث كنائس بمصر منذ ديسمبر كانون الأول 2016.
وكان التنظيم المتشدد الذي أجبر مئات المسيحيين على الهجرة من محافظة شمال سيناء أوائل العام الجاري قد أعلن أنه يستهدف المسيحيين.
ويقول قانونيون إن السجن المشدد يحرم المحكوم عليهم به من العفو عن انقضاء جزء من العقوبة.
ويوم الجمعة قالت النيابة العامة المصرية إن متشددين قتلوا 235 شخصا في مسجد بمحافظة شمال سيناء عندما فجروا عبوة ناسفة وأطلقوا النار على المصلين المتدافعين إلى خارج المسجد في أكبر هجوم دموي من نوعه في تاريخ مصر الحديث.
(شارك في التغطية الصحفية للنشرة العربية محمد عبد اللاه وهيثم أحمد - تحرير محمد اليماني)