الخرطوم، 7 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): أعلن جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي، اليوم الأحد انه نقل مقترحات و"خارطة طريق" لتسوية النزاع بين شمال السودان وجنوبه على منطقة ابيي الغنية بالنفط من الرئيس باراك أوباما، إلى شريكي الحكم في البلاد.
وقال كيري، أمام الصحفيين في جوبا (عاصمة جنوب السودان)، أن "الرئيس أوباما طلب مني الحضور إلى هنا مع مبعوثه الخاص (سكوت جريشن) ومستشارة البيت الابيض لشئون الأمن (ميشيل جافين) لطرح اقتراحه الخاص".
وأضاف أن أوباما "اقترح خارطة طريق لحل مشكلة ابيي وغيرها من الأمور"، ولم يقدم تفاصيل إضافية حول خارطة الطريق التي قال أنه سلمها لشريكي الحكم في البلاد (حزب المؤتمر الوطني، والحركة الشعبية لتحرير السودان).
وأوضح أنه سلم المقترحات إلى رئيس حكومة الجنوب سلفاكير، ونائب الرئيس السوداني، ورفض الإفصاح عن مضمونها، وقال "اسالوا عنها سلفاكير وطه"، ورأى أن قبولها "سيفتح الطريق أمام تحسين العلاقات بين الخرطوم وواشنطن والمجتمع الدولي".
وكان السناتور الأمريكي قد وصل إلى الخرطوم الجمعة، والتقي غازى صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني، وأيضا مع علي عثمان محمد طه نائب الرئيس، وأشار إلى أنه تطرق لعدد من القضايا بما فيها مسألة الاستفتاء في جنوب السودان وتحقيق السلام فى دارفور، واصفا المباحثات بأنها جيدة.
ويفترض أن يقرر سكان ابيي النفطية المتنازع عليها في استفتاء التاسع من يناير/كانون ثان القادم ما إذا كانوا يريدون الانضمام إلى جنوب السودان أو شماله.
وأمام جنوب السودان 66 يوما قبل الموعد المقرر لإجراء الاستفتاء الذي سيقرر فيه سكان الجنوب أيضا ما إذا كان سينفصل عن الشمال أم سيبقى في دولة موحدة، وهو استفتاء تم التعهد به في اتفاق السلام الشامل عام 2005 الذي أنهى حربا استمرت أكثر من 20 عاما.
وكان كيري قد هدد في زيارته الثانية للسودان، في 23 أكتوبر/تشرين أول الماضي، والتي جاءت بعد ترأسه لجنة الشئون الخارجية العام الماضي، بتشديد العقوبات على الخرطوم في حال "عرقلت الحكومة أو الجنوبيون تنظيم الاستفتاء" على استقلال الجنوب.
وناقش آنذاك على حدة مع علي عثمان طه، ووزير الخارجية علي كرتي، "تنفيذ اتفاق السلام بين شريكي الحكم" الشاهدة عليه واشنطن عام 2005.
ومن المنتظر أن يزور كيري دمشق غدا الاثنين لاجراء مباحثات مع الرئيس بشار الاسد حول العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى بحث عدد من القضايا الإقليمية، وفقا لتقارير صحفية.
وذكرت صحيفة (الوطن) السورية السبت أن زيارة كيري "تأتي في اطار تحرك سريع لإدارة الرئيس أوباما على خط العلاقات السورية الأمريكية، وتأتي في توقيت لافت، وتتزامن مع لهجة التصعيد بين دمشق وواشنطن أخيرا على خلفية الموضوع اللبناني".(إفي)