الرباط، 8 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): اشتبك مئات المواطنين الصحراويين اليوم في معركة طاحنة مع قوات الأمن المغربية في شوارع مدينة العيون، العاصمة الإدارية للصحراء الغربية، وسط موجة عنف اندلعت عقب تفكيك مخيم "جديم إزيك" بالقوة.
وقال شهود عيان لـ(إفي) إن مئات الشباب ألقوا زجاجات حارقة في مختلف أحياء المدينة على أماكن استراتيجية مثل مدخل مقر التليفزيون المغربي أو أحد مكاتب وزارة الطاقة.
وأضاف الشهود أن المتظاهرين منتشرون بكثرة في بعض الأحياء الأكثر شعبية بالمدينة، بينما تسيطر قوات الشرطة على الأحياء التي يوجد بها أكبر عدد من المسئولين المغاربة.
وأفادوا بأن نساء وشباب خرجوا إلى الشوارع على متن سيارات دفع رباعي وهم يصيحون من داخلها بشعارات تؤيد حصولهم على حق تقرير المصير ويرفعون علامة النصر بأيديهم.
ولم يحدد عدد جرحى الاشتباكات في العيون وبالمخيم، على الرغم من أن المصادر أكدت سقوط ضحايا بين المتظاهرين وقوات الأمن على حد سواء.
كما روى الصحفي الأمريكي جون ثورن، مراسل صحيفة (ذا ناشيونال) الإماراتية والموجود بالمدينة حاليا، لـ(إفي) كيفية تعرضه للاعتداء من جانب بعض قوات مكافحة الشغب والمعروفة باسم القوات المساعدة، بالعصى واللكمات على ظهره في شارع السمارة الرئيسي.
وقال ثورن "كنت مع مندوب منظمة هيومان رايتس ووتش غير الحكومية براهيم النصري عندما جاء العديد من عناصر قوات مكافحة الشغب نحونا وضربونا بالعصى وبأرجلهم".
وأضاف الصحفي "لقد توقفوا عن ضربي واحتجزوني لمدة ساعة ولكنهم استمروا في ضرب مراسل هيومان رايتس ووتش وهو صحراوي الجنسية لأكثر من ثلاث دقائق".
من جانبه، أعلن مبعوث جبهة البوليساريو في إسبانيا بشرايا بيون أن 12 شخصا لقوا مصرعهم خلال تفكيك المخيم وشخص آخر في الاشتباكات اللاحقة.
ونقل بيون هذه المعلومة في تصريحاته لـ(إفي) عن ممثلي البوليساريو في المنطقة.
وأفاد أيضا بأن العيون تشهد اليوم حالة "حرب" بمباني محروقة، وسيارات مقلوبة، وطرق مدمرة.
يشار إلى أن آلاف الصحراويين يحتجون منذ العاشر من أكتوبر/تشرين أول الماضي في مخيم جديم إزيك، على بعد 18 كلم من العيون، للمطالبة بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية، والحصول على عمل ومسكن. (إفي)