صلاح سيد.
القاهرة، 2 ديسمبر/كانون أول (إفي): لم يكن الحلم قريبا، ولا التوقعات حليفة، فالمنافسون ملف مشترك لإسبانيا والبرتغال يفرض نفسه تاريخيا وجغرافيا، وآخر لبلجيكا وهولندا يعتمد على تجربة نجاح سابقة في بطولة الأمم الأوروبية "يورو 2000"، فيما كان الثالث لإنجلترا مهد كرة القدم في العالم.
لكن الحلم تحقق، ونالت روسيا اليوم الخميس شرف تنظيم كأس العالم 2018 الذي سيكون الأول في دول شرق أوروبا وآسيا الوسطى.
وجاء إقصاء إنجلترا غير المتوقع من الجولة الأولى للتصويت، ليفتح الباب أمام روسيا للتفوق على الملفين المشتركين في الجولة الثانية، دون الحاجة إلى اللجوء جولة نهائية.
وحتى لو اعتقد كثيرون بأن اختيار الملف الروسي جاء نتيجة الرغبة في نشر اللعبة في مناطق جديدة من العالم، فإن ذلك لا ينفي عن روسيا أحقيتها بتنظيم البطولة على أكثر من مستوى، فالدولة التي يبلغ تعدادها السكاني نحو 145 مليون نسمة، كانت قد وصلت إلى الدور نصف النهائي لبطولة يورو 2008 ، حتى لو فشلت في الصعود إلى مونديال جنوب أفريقيا.
كما أن زينيت سان بطرسبرج قد نال لقب بطولتي كأس الاتحاد والسوبر الأوروبيين عام 2008 ، وهو ما يعني وجود طفرة على مستوى نتائج الأندية والمنتخبات المحلية في الآونة الأخيرة.
وعلى المستوى السياسي، بدأ الدب الروسي في التعافي من آثار تفكك الاتحاد السوفيتي السابق، وهو ما يتضح في استعادة البلاد لمكانتها وسطوة قرارتها في المحافل الدولية المختلفة.
وفي عملية التصويت اليوم، كانت إنجلترا هي أول الراحلين بعد أن حصلت على صوتين فقط في الجولة الأولى، ولم تظهر روسيا جل قوتها حيث حصلت على تسعة أصوات مقابل سبعة لإسبانيا والبرتغال وأربعة لهولندا وبلجيكا.
ولم تكن هناك حاجة لجولة نهائية، بعد أن حسم الملف الروسي الأمور في الجولة الثانية بحصوله على 13 صوتا من أعضاء اللجنة التنفيذية البالغ عددهم 22 ، مقابل صوتين لبلجيكا وهولندا وسبعة أصوات لإسبانيا والبرتغال.
وقال إيجور شوفالوف نائب رئيس الوزراء الروسي بعد صعوده إلى المنصة عقب إعلان فوز بلاده مخاطبا أعضاء اللجنة التنفيذية "لقد وثقتم في روسيا بمنحنا شرف تنظيم مونديال 2018 ، ونعدكم بأنكم لن تندموا. سنصنع معا التاريخ".
ويقترح العرض الروسي تنظيم البطولة في 13 مقرا و16 ملعبا، من بينها 13 سيتم إقامتها.
وتقام البطولة في مدن كاليننجراد وسان بطرسبرج وموسكو وكازان ونيزني نوفجورود وياروسلافل وسامورا وفولوجراد وسارانسك وكراسنودار وروستوف أون دون وسوتشي ويكاتيرنبرج.
وتبلغ ميزانية البطولة (مع كأس القارات 2017) 641.3 مليون دولار، وبأعمال إنشاءات الاستادات ترتفع إلى ثلاثة مليارات و820 مليون دولار.
وقدمت روسيا خلال العرض تسهيلات للمشجعين الذين سيشدون الرحال إليها خلف منتخباتهم، حيث سيعفى حامل تذكرة أي مباراة من دفع رسوم تأشيرة دخول إلى البلاد كما سيحق لهم التنقل مجانا بين المدن التي تستضيف البطولة.
وتتمثل خبرة روسيا مع المحافل الرياضية الكبرى في تنظيم دورة الألعاب الأولمبية عام 1980 بالعاصمة موسكو وبطولة كأس العالم للشابات لكرة القدم تحت 20 عاما في 2006 ، فيما تنتظر احتضان دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية عام 2014 بمدينة سوتشي.
وتمثل أهم التحديات أمام روسيا قبل تنظيم المونديال، ارتفاع نسبة الخطورة في المطارات والوصلات الدولية، إلى جانب الحاجة لإنشاء العديد من الاستادات في غضون أقل من ثمانية أعوام.
ورغم تفكك الاتحاد السوفيتي، لا تزال روسيا دولة عملاقة تبلغ مساحتها 17 مليون و75 ألف و400 كلم مربع، فيما يصل تعدادها السكاني إلى نحو 145 مليون نسمة، وعاصمتها موسكو وهي كذلك أكبر مدنها. (إفي)