سيول، 30 يونيو/حزيران (إفي): سمحت حكومة سيول لرجال الأعمال بزيارة كوريا الشمالية، وذلك لأول مرة منذ أن حظرت السفر إلى الدولة الشيوعية في مايو/آيار 2010 ردا على غرق السفينة (تشونان).
وذكرت وزارة الوحدة في سيول اليوم الخميس أنها سمحت لموظف في إحدى الشركات الكورية الجنوبية تعمل في مصانع للحجارة بالقرب من مدينة كيه سونج، بزيارة الشمال لمدة ثلاثة أيام.
يذكر أن حدة التوتر في شبه الجزيرة الكورية ارتفعت منذ مارس/آذار 2010 والذي شهد إغراق السفينة الكورية الجنوبية (تشيونان) بالقرب من جزيرة باينجيونج ومصرع 46 فردا من طاقمها، وهو الحادث الذي تتهم سيول كوريا الشمالية بالوقوف وراءه.
وازداد الموقف سوءا في نوفمبر/تشرين ثان الماضي حينما تبادل الطرفان نيران المدفعية، مما أدى إلى قيام كوريا الشمالية بقصف جزيرة يونبيونج الجنوبية مما أسفر عن مصرع مدنيين اثنين ومثليهما من رجال الجيش.
وأوضحت الوزارة أنها سمحت الأربعاء لمجموعة مكونة من ثلاثة فنيين يعملون لدى شركة كورية جنوبية متخصصة في مياه الشرب المعدنية بالقرب من جبل كوم كانج، بزيارة كوريا الشمالية.
ووفقا لإذاعة (KBS) اليوم، يقوم أولئك العمال الفنيين بفحص بعض المنشآت وصيانتها وإجراء مناقشات حول الصيانة مع مسئولين كوريين شماليين.
وتخطط سيول لاختيار الراغبين في زيارة الشمال لأغراض تجارية أو لحماية أصولهم واستثماراتهم، وبحسب بيان لوزارة الوحدة، سيتم السماح لمن يقع عليه الاختيار بإجراء "اتصالات مع مسئولين شماليين في بلد ثالث".
يشار إلى أن بيونج يانج تكثف منذ نحو شهر حملتها ضد الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونج باك، وتعهدت بـ"الانتقام العشوائي ضد الجيش الجنوبي لاستخدامه صور القائد الأعلى لكوريا الشمالية كأهداف للتدريب على إطلاق النار".
وكثيرا ما تنتقد كوريا الشمالية ميونج باك، وتصفه بأنه "خائن ودمية يخدم واشنطن"، وتشدد على سياسة جارتها الجنوبية المعادية لها وتبعية سيول للولايات المتحدة.
وكانت الدولة الشيوعية قد هددت في نهاية فبراير/شباط بفتح النيران على منشآت حدودية مع كوريا الجنوبية إذا لم تتوقف الأخيرة عن حملتها الدعائية ضدها.
ووصف مصدر عسكري كوريا شمالي آنذاك الإجراءات التي تقوم بها سيول ضد نظام حكم بيونج يانج "بالحرب النفسية" وحذر من احتمالية شن هجمات، وقال إنه إذا "استمرت هذه الحرب النفسية فسوف يطلق العسكريون النار مباشرة".
يذكر أن بيونج يانج وسيول أنهتا الحرب الكورية (1950-1953) باتفاق هدنة وليس اتفاقية سلام مما جعل الولايات المتحدة تبقى على قوة ردع قوامها 28 ألف و500 جندي لدعم الجنوب.(إفي)