نيقوسيا، 2 أكتوبر/تشرين أول (إفي): أكدت قبرص مواصلة عمليات التنقيب عن الغاز قبالة سواحلها الجنوبية في المنطقة الشرقية من البحر المتوسط ولن تتنازل عن هدفها لمحاولة استغلال هذه الموارد برغم الضغوط القوية من جانب تركيا.
واتهم المتحدث باسم الحكومة اليونانية القبرصية ستيفانوس ستيفانو أنقرة بمحاولة نزع حق لبلاده "لا يمكن التفاوض بشأنه".
وفي تصريحات لـ(إفي) بنقوسيا قال ستيفانو: "هدف تركيا يكمن في اعاقة الجمهورية القبرصية من ممارسة حقها الشرعي في البحث واستغلال مواردها الطبيعية".
وأرجع ارتفاع التوتر بين نيقوسيا وأنقرة بسبب عمليات التنقيب المذكورة التي بدأتها مؤخرا شركة (نوبل انرجي) الامريكية بتكليف من حكومة جمهورية قبرص العضو في الاتحاد الاوروبي والتي لا تعترف بها تركيا.
وتعتبر أنقرة هذه الانشطة "استفزازا" وترى انها تعرقل المفاوضات لتوحيد الجزيرة وارسلت الاسبوع الجاري سفينة للتنقيب أيضا عن الغاز في المنطقة.
وتنقسم الجزيرة منذ عام 1974 بين الشمال التركي القبرصي والجنوب اليوناني القبرصي، وبينما تتواصل الجهود لتوحيدها دون جدوى، فانه لا توجد حدود قانونية للمياه الاقليمية لكل شطر.
وتعترف تركيا فقط بالجمهورية التركية في شمال قبرص التي تدعمها اقتصاديا وعسكريا، مؤكدة ان اي احتياطي في الجزيرة لا ينتمي فقط للقبارصة اليونايين، ولكن أيضا للقبارصة الاتراك.
ولكن يغضب الحكومة التركية أيضا التعاون الوثيق لإسرائيل مع قبرص في هذه الانشطة.
ووقع النزاع بين قبرص وتركيا وسط تدهور العلاقات بين أنقرة وتل ابيب بسبب رفض الإسرائيليين الاعتذار ودفع تعويض لنشطاء قتلتهم قوات الكوماندوز الإسرائيلية في عام 2010 في عملية ضد اسطول الحرية الذي كان يسعى لكسر الحصار عن قطاع غزة.
وأفاد المحلل المتخصص في سياسة الشرق الاوسط خريستو لاكافو بان استراتيجية أنقرة في النزاع مع قبرص كانت حتى الان "غير مثمرة" وخاصة لان خارجيتها فشلت في الحصول على دعم الولايات المتحدة.
وكانت واشنطن قد دافعت الجمعة الماضية عن "حق" قبرص في القيام بعمليات التنقيب عن الغاز قبالة سواحلها، مشيدة بمشاركة شركة امريكية فيها.(إفي)