فيينا، 23 أكتوبر/تشرين أول (إفي): في الوقت الذي أعربت فيه كل من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا عن موافقتها على الخطة التي تقدمت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني، أبدت طهران حاجتها إلى المزيد من الوقت لدراسة المقترح في ظل تردد أنباء عن عرض إيران استعدادها لشراء الوقود النووي الذي تحتاجه، كبديل لخطة الوكالة.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الجمعة، أن بلاده تتفق مع مقترحات الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن إيران، مشيرا إلى أن "الخبراء الروس شاركوا في اللقاء الذي تبلورت فيه مقترحات وكالة الطاقة للذرية، وهذا ليس اتفاقا، وإنما مقترحات صاغها المدير العام للوكالة، محمد البرادعي، ونحن نتفق معها".
وأكد أن موسكو تعول على أن "يؤكد كافة المشاركين في هذا اللقاء، والبلدان التي يتوقف عليها تنفيذ المخطط الذي عرضته الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اتفاقها مع رزمة المقترحات هذه"، والتي تنص على إرسال 80% (ألف و200 كجم) من مخزون اليورانيوم الإيراني قليل التخصيب، للخارج لاستكمال عملية تخصيبه، وتحويله لوقود نووي، قبل إعادته إلى إيران لاستخدامه في مفاعلها.
وبدورها وافقت الولايات المتحدة على الخطة التي تقدمت بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن تخصيب اليورانيوم الإيراني، حيث أكدت مصادر دبلوماسية في فيينا اليوم أن المتحدث باسم مجلس الأمن الأمريكي مايك هامر قد أبدى موافقة بلاده على المقترح الذي تقدم به المدير العام للوكالة الأربعاء الماضي، مؤكدا أن واشنطن تنتظر الرد الإيراني بهذا الصدد.
كما أعلنت الخارجية الفرنسية اليوم أن حكومتها وافقت على الخطة، حيث أكد متحدث باسم الخارجية الفرنسية موافقة بلاده بشكل رسمي على المقترح الذي تقدم به البرادعي، وذلك بعد أن أكدت فرنسا أن طهران هي من يجب عليها المصادقة على الاتفاقية المقترحة، والتي اعتبرت "بادرة هامة للحد من التوتر" الناتج عن الملف النووي الإيراني.
من جانبها، أعلنت طهران أنها تعكف حاليا على دراسة عميقة للمقترح، الذي تقدم به البرادعي، إلا أنها في حاجة إلى مزيد من الوقت حتى منتصف الأسبوع المقبل، في الوقت الذي ألمحت فيه قناة (Press TV) الإيرانية إلى أن السلطات الإيرانية كانت قد تقدمت إلى واشنطن وموسكو وباريس باقتراح يقضي بقيام طهران بشراء اليورانيوم المخصب كبديل عن إرساله إلى الخارج ليتم تخصيبه.
وعلى صعيد آخر حذر نائب رئيس البرلمان الإيراني محمد رضا باهونار من أن مخزون إيران من الوقود النووي بدأ في النفاد، مشيرا إلى أنه يتعين على الوكالة الدولية للطاقة الذرية توفير الوقود اللازم لطهران، التي تتهمها القوى الغربية وإسرائيل بسعيها لإنتاج أسلحة نووية تحت غطاء برنامج سلمي، إلا أنها تصر على أن أهداف برنامجها النووي سلمية.
وفي حال موافقة الدول الأربعة على مشروع الاتفاقية، سيتعين الحصول على مصادقة محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين ينتظر أن يعقدوا اجتماعهم العادي في 26 من الشهر المقبل، رغم أن أيا من الدول الأعضاء بوسعه المطالبة بعقد جلسة استثنائية قبل الموعد المحدد. (إفي)