نيقوسيا، 19 أكتوبر/تشرين أول (إفي): أعربت كل من اليونان وقبرص اليوم الاثنين عن موافقتهما على انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي شريطة التزام أنقرة بالتزامات محددة على رأسها دفع عملية توحيد الجزيرة القبرصية.
وقال الرئيس القبرصي ديميتريس كريستوفياس لدى استقباله رئيس الوزراء اليوناني الجديد جورجوس باباندريو اليوم في نيقوسيا: "على تركيا أن تفي بالتزاماتها أمام الاتحاد الأوروبي وإلا ستبقى هناك عقبات في طريق انضمامها للاتحاد".
وبدوره أكد باباندريو الذي تبنى سياسة عرفت باسم "جسر الصداقة" مع أنقرة خلال توليه وزارة الخارجية (1999-2004) أنه يقف بجانب انضمام تركيا كليا للاتحاد الأوروبي في حال "أداء واجباتها".
ولخص باباندريو المشكلة القبرصية في "وجود احتلال" تركي للجزء الشمالي من الجزيرة منذ عام 1974 والذي نجم عنه تشكيل ما عرف بالجمهورية التركية لشمال قبرص والتي لا تحظى باعتراف دولي سوى من جانب أنقرة.
وعقب كريستوفياس على تصريح باباندريو بدعوته إلى إنهاء "الاحتلال العسكري التركي" وإعادة جميع الأراضي إلى الحكومة القبرصية كحل لإنهاء الأزمة.
كما أكد كريستوفياس الذي يحسب له إعادة فتح قنوات الاتصال مع القبارصة الأتراك على عزمه بذل جهود تثمر عن وجود ضغوط دولية على تركيا، بالتزامن مع التقييم الذي ينتظر أن يجريه الاتحاد الأوروبي حول ملف انضمام أنقرة في ديسمبر/كانون أول المقبل.
وارتكز الرئيس القبرصي في دعوته على أن بلاده عضو من الاتحاد الأوروبي منذ عام 2004 ، وهو ما يجعل القوانين الأوروبية واجبة النفاذ على أرض قبرص، على الرغم من عدم اعتراف الجزء التركي أو حكومة أنقرة بسيادة نيقوسيا على جميع أنحاء الجزيرة.
وكان كريستوفياس قد استأنف مع زعيم القبارصة الأتراك محمد علي طلعت في سبتمبر/أيلول عام 2008 سلسلة من المباحثات حول إعادة توحيد الجزيرة وتشكيل اتحاد فيدرالي يخضع لسلطة واحدة وتمثيل دولي واحد.
وتجدر الإشارة إلى أن مراقبين اعتبروا اختيار باباندريو لقبرص كي تكون أول وجهة خارجية له بعد عودة الاشتراكيين إلى الحكومة اليونانية بمثابة وضع لأزمة الجزيرة على رأس أولويات السياسة الخارجية لأثينا في المرحلة المقبلة.
وكانت تركيا قد رفضت فتح موانيها ومطاراتها أمام السفن والطائرات القبرصية بما يخل بالتزاماتها مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما دفع المفوضية الأوروبية عام 2006 إلى تجميد عدد من نقاط التفاوض بشأن انضمام تركيا إلى الاتحاد.
وعلى الرغم من تأكيد باباندريو أن تركيا لم تملك الإرادة السياسية للتوصل إلى حل حول أزمة قبرص، إلا أنه يتفق مع كريستوفياس في أن انضمام أنقرة للعائلة الأوروبية من شأنه أن يفيد كلا من قبرص واليونان.
ويعارض باباندريو البديل المقترح على تركيا في صورة شراكة مميزة مع الاتحاد الأوروبي بدلا من انضمامها إليه، مؤكدا على أن انضمامها سيكون فيه النفع لبقية جيرانها.(إفي)