واشنطن، 5 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): أعربت الولايات المتحدة عن "خيبة أملها" من قرار محكمة ميلانو الإيطالية بحق 23 من عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية (سي أي إيه) بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و8 سنوات لاتهامهم في قضية اختطاف إمام مسجد المدينة أبو عمر المصري عام 2003.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إيان كيلي خلال مؤتمر صحفي الأربعاء: "نشعر بخيبة أمل من الأحكام التي صدرت في حق أمريكيين وإيطاليين في ميلانو"، مشيرا إلى أنه سيتم استئناف الأحكام.
وكانت محكمة ميلانو الإيطالية قد أصدرت الأربعاء مجموعة من الأحكام بالسجن لمدة تتراوح بين 5 و8 سنوات بحق 23 من أصل 26 من عملاء (سي أي إيه) المتهمين في قضية اختطاف إمام مسجد المدينة أبو عمر المصري عام 2003 أثناء خروجه من مقر اقامته في ميلانو (شمال إيطاليا).
وأشار القاضي أوسكار ماجي، الذي أصدر الأحكام، إلى أن القضية لم تشهد ملاحقة الرئيس السابق لأجهزة الاستخبارات السرية في إيطاليا (سيسمي) نيكولو بولاري أو مساعده ماركو مانشيني اتباعا لمبدأ "سر الدولة".
وجاء أكبر عدد من سنين الحبس من نصيب العميل القيادي بالـ(سي أي إيه) روبرت سلدون ليدي الذي طالبت النيابة بسجنه لمدة 20 عاما، إلا أن المحكمة عاقبته بـ8 أعوام فقط.
ومن أصل العملاء الـ26 الذين رفضوا الحضور إلى المحاكمة، أٌعفي 3 منهم بسبب تمتعهم بالحصانة الدبلوماسية، وهم جيف كاستيلي وبتني ميديرو ورالف روسوماندو.
وأمر القاضي ماجي كل المدانين بدفع تعويض مالي، كإجراء مؤقت، بقيمة مليون يورو لأبو عمر و500 ألف يورو آخرين لزوجته نبيلة غالي.
يشار إلى أن قضية أبو عمر هي واحدة من عدة قضايا متورطه فيها حكومة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش والسي أي إيه بحجة الحرب ضد الإرهاب والتي كانت تتبع فيها استراتيجية الاعتقال غير القانوني لإرهابيين مزعومين.
وبدأت هذه القضية، التي اضطرت للتوقف عدة مرات لعدم خرق "أسرار الدولة"، في 2007 ، خاصة بعدما اعتبرت إحدى المحاكم الايطالية الدستورية ان التحقيقات التي يجريها القضاة المسئولون انتهكت هذه الأسرار.
وعلى الرغم من هذا استمر القاضي ماجي في المحاكمة ولم يطلق سراح بولاري ومانشيني إلا يوم الأربعاء بالتوافق مع مبدأ حماية سر الدولة، على الرغم من أن النيابة طالبت بسجنهما مدة تتراوح بين 13 و10 سنوات.
وكان إمام مسجد ميلانو السابق أسامة مصطفى نصر المعروف باسم "أبو عمر المصري" قد قال إنه اقتيد إلى قاعدة أفيانو الجوية قرب مدينة البندقية إثر اختطافه من ميلانو من قبل عملاء السي أي إيه، ومنها إلى قاعدة رامستين جنوبي ألمانيا، قبل أن يتم نقله إلى مصر للتحقيق، حيث اعتقل لقرابة ثلاث سنوات وتعرض للتعذيب مما أدى إلى أن يفقد أحد ساقيه، فضلا عن فقدانه تقريبا لحاسة السمع في إحدى اذنيه.(إفي)