الدوحة، 2 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): أكد طارق علي المؤرخ والكاتب والمنتج السينمائي البريطاني-الباكستاني، أن فنزويلا لم يكن لها أي تواجد على الساحة الدولية قبل تولي هوجو شافيز مهام رئاستها.
وقال علي في لقاء أجرته معه (إفي) في الدوحة خلال مشاركته في ختام فعاليات النسخة الأولى من مهرجان الدوحة تريبيكا السينمائي، إن شهرة فنزويلا اقتصرت خلال الحقبة التي سبقت شافيز على أمريكا الجنوبية، ولكن شافيز جعل شهرتها تمتد خارج تلك الحدود.
وكان الكاتب البريطاني الباكستاني الأصل، قد قدم الأحد الفيلم الوثائقي "جنوب الحدود" للمخرج الأمريكي أوليفر ستون، في ختام مهرجان تريبيكا السينمائي وهو الحدث الذي استمر على مدار أربعة أيام وجعل الدوحة تتحول إلى مركز للفن السابع في منطقة الخليج بأسرها.
ويروي الفيلم، الذي سبق عرضه في مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في سبتمبر/أيلول الماضي، تفاصيل الرحلة التي قام بها ستون إلى عدة دول لاتينية لتوضيح "الظاهرة" التي يمثلها شافيز، وعرض الموجة اليسارية التي انتشرت في المنطقة.
ويقدم الفيلم شافيز على أنه بطل جماهيري يقاوم آراء الولايات المتحدة، ويرأس إحدى أكبر الدول المنتجة للبترول في العالم.
وعند سؤاله حول استقبال جماهير مهرجان الدوحة للفيلم قال طارق علي "لم يعتاد جمهور منطقة الخليج حضور مهرجانات سينمائية من هذا النوع، ولكنهم وجهوا لنا أسئلة رائعة وعالية المستوى أكثر من تلك التي تلقيناها في مهرجان فينيسيا".
ويتطرق الفيلم الوثائقي إلى عدد من رؤساء أمريكا اللاتينية، بجانب شافيز، مثل البرازيلي لولا دا سيلفا، والبوليفي إيفو موراليس، والأرجنتينية كريستينا فرناندث، كما أنه يندد بالصورة السلبية التي يقدمها الإعلام الأمريكي عن أي منهم.
وفي هذا الصدد قال طارق علي "هناك حملة قوية ضد هؤلاء الرؤساء ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في دول أوروبا أيضا، فإذا نظرنا إلى أغلفة الصحف سنجد أن غلاف صحيف "لو موند" الفرنسية، مماثلة لـ"الباييس" الإسبانية ولأغلفة الصحف الأمريكية".
وأضاف أن وصول باراك أوباما إلى رئاسة البيت الأبيض لم يحدث أي تغيير على طريقة تناول وسائل الإعلام "الإمبريالية الأمريكية" في هذا الصدد، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي لا "يُعد رئيسا جيدا حتى الوقت الراهن".
وأوضح "هناك استمرار في سياسات الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، فمنذ تولي أوباما الرئاسة الأمريكية وقع انقلاب عسكري في هندوراس أطاح بالرئيس المنتخب مانويل ثيلايا ولم يتمكن الأمريكيون من فعل شيء حياله".
وذكر أن "أوباما وجه التحية لشافيز خلال قمة ترينداد وتوباجو وتعهد له بعدم وجود محاولات لزعزعة استقرار كاراكاس طوال فترة رئاسته للبيت الأبيض وهو ما يعني أنه كانت هناك محاولات بالفعل لزعزعة استقرارها".
وأشار إلى أنه في الوقت الذي تعهد فيه أوباما بذلك بدأت واشنطن سعيها لإقامة قواعد عسكرية في كولومبيا.
ووجه طارق علي حديثه إلى من ينتقدون المخرج أوليفر ستون لتقديمه صورة وردية عن الوضع داخل أمريكا اللاتينية، قائلا "الفيلم يعطي الفرصة لشافيز ونظرائه اللاتينيين للتعبير عن أنفسهم وتصحيح الصورة المأخوذة عنهم".
كما أكد أن شافيز "جعل فنزويلا تتحول إلى بلد له دور على الساحة الدولية، وأنا أعتقد أنه رئيس جيد على الرغم من أنني لا أرى أن جميع المشكلات التي تعاني منها بلاده قد تم حلها خلال رئاسته كما أن أمامه الكثير ليفعله".
وأضاف أن ما حدث في فنزويلا بمثابة "خطوة أولى تشكل بداية هامة لمساعدة الفقراء في تلك الدولة، والدليل على ذلك أنه كان من الممكن أن يتوقف الشعب الفنزويلي عن التصويت له ولكنه لم يفعل".
وبعد قراءته لجريدة قطرية نشرت إبرام اتفاق بترولي بين البرازيل وفنزويلا، أعرب طارق علي عن أمله في أن يثمر التعاون بين الحكومات اللاتينية وبعضها البعض عن تعزيز دور المنطقة بأسرها.
يذكر أن ستون استوحى قصة الفيلم الوثائقي "جنوب الحدود" من كتاب طارق علي الذي صدر عام 2006 بعنوان "قراصنة الكاريبي: محور الأمل".
وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان الدوحة تريبيكا السينمائي تأسس بموجب اتفاق شراكة استراتيجي بين الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني رئيسة مجلس الأمناء في هيئة متاحف قطر، ورئيس الهيئة السيد عبد الله النجار، ومؤسسي مهرجان تريبيكا نيويورك.
ويعتبر المهرجان امتدادا للمهرجان النيويوركي الذي أسسه كل من جين روزنتال، وروبرت دي نيرو و كريج هاتكوف في نيويورك عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001 ولكن مع استبدال ناطحات سحاب نيويورك بأبراج المستقبل القطرية، ونخيل الدوحة الباسق. (إفي)