كاراكاس، 30 ديسمبر/كانون اول (إفي): اضطرب المشهد السياسي في فنزويلا بعد اكتشاف إصابة الرئيس هوجو شافيز بمرض السرطان، حيث أثارت القضية جدلا واسعا حول حاضر البلاد ومستقبلها، خاصة مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية العام المقبل.
وفاجأ شافيز الجميع في 30 يونيو/حزيران الماضي بعدما أعلن في خطاب للشعب تم بثه من كوبا عبر شبكتي الإذاعة والتليفزيون المحليتين عن خضوعه لعملية جراحية لإزالة ورم سرطاني بمنطقة الحوض.
ونزل الخبر كالصاعقة في فنزويلا، وانتشرت الشائعات حول استمرار بقاء شافيز في كوبا، خاصة وأن حديثه التلفزيوني جاء عقب تصريح لوزير الخارجية نيكولاس مادورو، قال فيه ان الرئيس الفنزويلي خضع لعملية لإزالة خراج في الحوض بالجزيرة الكوبية في ختام جولة لاتينية زار خلالها أيضا البرازيل والإكوادور.
واختلفت البلاد بين إشاعات حول خطورة مرض شافيز وحول تعافيه القريب من السرطان بعد خضوعه لأربع جلسات من العلاج الكيماوي في هافانا.
وتغيرت أشياء كثيرة في فنزويلا خلال هذا العام بدءا بمظهر شافيز الذي سقط شعره بالكامل وانتفخ نتيجة العلاج الكيماوي، حتى شعارات الحرب التي نشرتها الصحف الحكومية مثل "المعركة، الاشتراكية، والموت" وأخرى خاصة بتصريحات رئيس البلاد "وطن اشتراكي، سنعيش وسنهزم السرطان".
وتكررت مظاهرات الدعم لشافيز سواء داخل أو خارج البلاد، ووقف الأساقفة الكاثوليكيون والكهنة الإنجيليون يصلّون في احتفالات دينية وأخرى سياسية دعما للزعيم المطلق شافيز.
وعكس المتوقع، فقد دعمت إصابة شافيز بالسرطان من شعبيته داخل البلاد، والتي ارتفعت لتصل إلى 61% خلال شهر أكتوبر/تشرين أول الماضي، رغم أن قطاعا كبيرا ممن شملهم الاستطلاع أعربوا عن عدم رضاهم لأداء الحكومة.
وعلى المستوى الدولي، تكررت المظاهرات المؤيدة للرئيس الفنزويلي بطول قارة أمريكا الجنوبية وأبعد من ذلك، رغم خروج مسئولين مثل مساعد سكرتير الدولة السابق بالولايات المتحدة روجير نوريجا، الذي صرح ان شافيز يعيش في مرحلته الاخيرة.
وكان شافيز يرد على كل تلك الأصوات تارة بالركض مع الطلاب في احدى الاكاديميات العسكرية، وأخرى بلعب البيسبول في اليوم التالي لتصريحات صحيفة أمريكية اكدت انه يعاني من أزمة صحية خطيرة ومحجوز في احدى المستشفيات بانتظار الموت.
وقد تسببت الحالة الصحية السيئة لشافيز في تأجيل ولادة تجمع دول أمريكا اللاتينية والكاريبي (سيلاك)، والتي كانت قمتها منتظرة في يوليو/تموز لكنها عقدت في اوائل ديسمبر/كانون أول.
وأمام هذا الوضع اتفقت أحزاب المعارضة على اختيار مرشح يوحد بين جميع الأصوات المناوئة لشافيز، لينافس الرئيس الحالي في الانتخابات الرئيسية المقررة في 7 أكتوبر/تشرين أول 2012.
ويأمل ستة سياسيين، بالإضافة لحاكمي ولاية زوليا، بابلو بيريز، وميراندا هنريكي كابريليس، في توحيد صفوف المعارضة.
وتسبب مرض شافيز في جمود باقي القضايا بالبلاد في عام عاشت خلاله أزمة بقطاع السجون بعدما قاوم ألف معتقل بسحن "الروديو" حصارا عسكريا لمدة نحو شهر باستخدام الأسلحة النارية.
وانتهت الأزمة بسقوط عشرة قتلى وإصابة آخرين، لكنها تركت شكوكا حول قدرة نظام السجون في فنزويلا وافتقاده للرقابة. (إفي)