من فريدريك دال
بروكسل (رويترز) - أبلغت القوى الغربية ايران يوم الخميس بأنه يتعين عليها ان تكثف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة في التحقيق الذي تجريه في أبحاثها المشتبه بها لصنع قنبلة ذرية إذا كانت تريد التوصل إلى اتفاق نووي شامل يخفف العقوبات.
جاء التحذير في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة في فيينا بينما استعد كبار المفاوضين من إيران والقوى العالمية الست لاستئناف المحادثات في نيويورك بعد توقف استمر شهرين.
ونفى مبعوث ايران رضا نجفي الاتهامات بشأن أنشطة بلاده النووية قائلا إنها "مجرد مزاعم ... بدون أي دليل" لكنه قال أيضا إنه من المتوقع أن يعقد اجتماع جديد مع الوكالة لبحث الموضوع في وقت قريب.
وإذا تعثر تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن ذلك قد يزيد من تعقيد الجهود الموازية التي تقوم بها القوى الست للتوصل إلى تسوية مع إيران بشأن تقليص برنامجها النووي مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات المالية والإجراءات العقابية الأخرى التي تضر بالاقتصاد.
وقالت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إنهما تشعران بالقلق بشأن التقدم البطيء حتى الآن في التحقيق الذي تجريه الوكالة منذ فترة طويلة في مزاعم بأن ايران أجرت أبحاثا على تصميم سلاح نووي. وتنفي ايران هذا الاتهام وتقول إن الترسانة النووية الإسرائيلية المفترضة هي التي تعرض للخطر السلام في الشرق الاوسط.
وأظهر تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية في أوائل سبتمبر أيلول الجاري أن إيران لم ترد على الأسئلة المتعلقة بما تقول الوكالة إنه الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامجها النووي ضمن مهلة زمنية انتهت في 25 من أغسطس آب الماضي.
وقال بيان الاتحاد "إن الاتحاد الأوروبي خائب الأمل من التقدم المحدود جدا بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة. ومن الضروري والعاجل أن تتعاون إيران بشكل كامل وفي التوقيت الملائم مع الوكالة بشأن كافة المواضيع ذات الصلة."
وأضاف البيان "نحث ايران على إظهار تعاونها عبر السماح للوكالة بالوصول إلى جميع الأشخاص والوثائق والمواقع التي طلبتها ونشجعها على تسهيل تعاونها من خلال إصدار تأشيرات الدخول."
وقال بيان الاتحاد "يؤكد الاتحاد الاوروبي ان حل كل القضايا العالقة (بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية) سيكون ضروريا لتحقيق تسوية طويلة الأمد شاملة عن طريق التفاوض."
وفي هذا اشارة الى جهود الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا للتفاوض على حل لنزاع أوسع مستمر منذ عشر سنوات مع الجمهورية الاسلامية بشأن أنشطتها النووية.
وقدمت ايران وعودا بالتعاون مع الوكالة الدولية منذ انتخاب حسن روحاني رئيسا للدولة في العام الماضي ببرنامج لإنهاء عزلة ايران الدولية. وتقول ايران ان برنامجها النووي مخصص للأغراض غير العسكرية فقط.
لكن ايران لم تتعامل مع قضيتين رئيسيتين حتى أواخر أغسطس اب مثلما اتفقت مع الوكالة. الأولى تتعلق بالتجارب المزعومة على المتفجرات التي يمكن ان تستخدم في صنع قنبلة نووية والثانية الدراسات التي تتعلق بحساب شدة التفجير النووي.
وقال نجفي ان القضيتين لم يستكملا بعد بسبب "تعقيدهما وعدم صحة معلومات الوكالة. وقال للصحفيين "ما يطلق عليه (فوات المهلة) غير دقيق على الإطلاق."
وقالت المبعوثة الامريكية لورا كنيدي للصحفيين "نحث ايران على تكثيف تعاونها مع الوكالة.. المخاوف بشأن الأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامج ايران النووي يجب التعامل معها في اطار أي حل شامل."
غير ان كندا قالت في بيان في اجتماع لمجلس محافظي الوكالة "يبدو ان ايران غير مهتمة بحق بالتعاون ومعالجة مخاوف الوكالة."
ويقول مسؤولون غربيون إنه رغم انه ليس ثمة فرصة تذكر لاستكمال تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل النهاية المقررة للمحادثات التي تجريها القوى الست فان تخفيف بعض العقوبات الذي تسعى اليه ايران سيتوقف على تعاونها مع الوكالة.
وقال دبلوماسي غربي كبير "أي اتفاق نهائي سيشمل آلية بشأن هذا التعاون الذي يعني ان الالتزامات الإيرانية يتعين الوفاء بها في غضون عام أو عامين."
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية - تحرير محمد عبد العال)