منروفيا (رويترز) - تزمجر الجرافات خارج العاصمة الليبيرية منروفيا بجوار جبانة توطئة لإنشاء مقابر جديدة تستوعب ضحايا فيروس الايبولا الفتاك الذي أودى بحياة 156 شخصا في البلاد وأكثر من 729 شخصا في منطقة غرب افريقيا وفقا لاحصاءات منظمة الصحة العالمية.
ولكن حتى غروب شمس السبت تم حفر خمسة قبور فقط بدلا من 100 قبر أمرت وزارة الصحة بانشائها.
يجيء البطء في انشاء هذه المقابر في أعقاب معارضة شديدة من التجمعات السكانية المحلية التي ترفض حفر قبور لضحايا المرض قرب منازلهم مما يزيد من المصاعب التي تواجهها حكومات منطقة غرب افريقيا المجهدة في سعيها لمكافحة أسوأ موجة انتشار للمرض في التاريخ.
واضطر مستشفى ايلوا المكتظ بالمرضى والذي يعاني من نقص العاملين الى رفض حالات اصابة بالايبولا هذا الاسبوع وهو سيناريو تفاقم بسبب انسحاب بعض الخبراء الدوليين بعد اصابة اثنين في البلاد من الأمريكيين العاملين في مجال الصحة.
وانسحب العاملون في مجال الصحة من موقع لدفن 30 جثة في منطقة جونسفيل الفقيرة بعد ان رفض مالك هذه الارض بيعها لدفن ضحايا الايبولا.
وفي موقع ثان تجمهر سكان غاضبون وهم يصرخون في وجه العاملين في مجال الصحة الذين كانوا يرتدون زيا ابيض واقيا وهم يحاولون استرضاء السكان بأن وزعوا عليهم نشرات ارشادية عن مرض الايبولا.
وبعد فترة وجيزة وصلت الى الموقع قوة من الجيش الليبيري يحمل افرادها الدروع والسترات الواقية من الرصاص وقال مصدر بوزارة الصحة إن الجثث دفنت ليلا في نهاية المطاف بمساعدة نحو 40 من العاملين الاضافيين.
وتقول حكومة منروفيا إن ارتفاع درجة انعدام الثقة الى جانب المقاومة من جانب المجتمعات المحلية يبرر اتخاذ سلسلة من الاجراءات المشددة الجديدة الهادفة للسيطرة على انتشار المرض.
وتعتزم ليبيريا اغلاق المدارس والتفكير في الحجر الصحي على بعض التجمعات السكانية في اطار خطة عمل اعلنتها الرئيسة ايلين جونسون سيرليف.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)