أعلنت ويكيليكس يوم الاثنين أنها مجبرة للتوقف لفترة مؤقتة عن نشر الوثائق السرية التي لطالما اعتدنا عليها. هذا و تتزايد إمكانية توقف نشاطات المنظمة بشكل نهائي في حال ستستمر شركات الخدمات المالية بفرض قيود على التبرعات التي تساعد الشركة في العمل.
حيث تم اتهام كل من ماستركارد و فيزا و باي بال و بانك أوف أميريكا و غيرها من المؤسسات المالية أنها تمنع ويكيليكس من الحصول على التبرعات لما يقارب العام، و تحديدا منذ كانون الأول 2010. و بعد أن تم نشر عشرات الآلاف من الوثائق السرية، ستحتاج ويكيليكس لـ 3.5 مليون دولار لتتمكن من الاستمرار في العمل خلال 2012.
"منذ كانون الأول 2010 هنالك إيقاف غير قانوني للأموال من قبل بانك أوف أميريكا، ماستركار، فيزا و باي بال و ويسترن يونيون، أدى إلى تدمير 95% من عوائدنا"، صرح المؤسس جوليان أسانجي في مؤتمر صحفي في لندن يوم الاثنين.
"نتيجة لذلك لجأت ويكيليكس إلى احتياطاتها المالية و لمدة 11 شهرا. هذا الحصار على الأموال كلّف المنظمة عشرات الملايين من الدولارات، في وقت تزايد التكاليف بسبب ما تم نشره بالتعاون من 50 دولة و 90 منظمة"، أضاف أسانجي.
هذا الحصار المالي بدأ عندما قامت ويكيليكس بنشر معلومات سرية عن الحكومة الأمريكية العام الماضي، بعدها قامت السلطات الأمريكية بتحذير البنوك التي تتعامل مع ويكيليكس من أنها ستخسر تراخيص العمل في الولايات المتحدة في حال استمروا بالعمل مع المنظمة.
أما أسانجي فأكد أن نشاطات الموقع محمية من قبل التعديل الأولى للدستور الأمريكي الذي يؤيد حرية التعبير. و رغم أن الحكومة الأمريكية لم تتمكن من اتخاذ إجراءات قانونية ضد ويكيليكس إلا أنها لجأت إلى السياسة لكي تجبر الشركات المالية من إيقاف تعاملها مع المنظمة.
هذا و على المنظمة الآن العمل على إيجاد طرق قبل نهاية العام لضمان استمرار نشاطات ويكيليكس، و لهذا على المنظمة أن توقف عملها بشكل مؤقت و توجيه انتباهها إلى سبل التصدي للحصار الذي تعرضت له و جمع المزيد من التبرعات.
في حال لم تتمكن الشركة من جمع ما يكفي من الأموال و الحصار لم يتم رفعه حتى العام المقبل، فهذا قد يزيد من إمكانية توقف نشاطات المنظمة بشكل نهائي بسبب عدم القدرة على الاستمرار في مطلع العام المقبل.
رغم أن ويكيليكس و جوليان أسانجي تمكنا من التصدي للعديد من القضايا و المحاكم و الاتهامات منذ انطلاقهم في 2006، لكن هل ستتمكن هذه المنظمة الجريئة في التصدي للهجوم الذي شنته الحكومة الأمريكية عليها؟؟