بغداد، 10 يناير/كانون ثان (إفي): دعا طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي، الى تطوير القوات المسلحة العراقية لكي تكون درعا للعراق ورادعا للاطماع الخارجية، مطالبا بتصحيح الاوضاع التي خلفها قرار الحاكم المدني للعراق بول بريمر عام 2003 بحل المؤسسة العسكرية العراقية.
ونقل بيان صدر عن مكتب الهاشمي وتسلمت (إفي) نسخة منه اليوم، قوله خلال استقباله مجموعة من ضباط الجيش العراقي السابق "مازالت الحاجة قائمة إلى تطوير وتأهيل القوات المسلحة الموجودة حاليا في الخدمة".
واضاف "ان التطوير يجعل الجيش رادعا لكل الطامعين في هذا البلد، ووسيلة للدفاع الحقيقي عن حدوده وضمان وحدته"، مؤكدا ضرورة دعم الجيش الحالي والمساهمة في تطوير جاهزيته القتالية.
وتتزامن تصريحات الهاشمي مع استمرار أزمة الحدود بين العراق وايران على خلفية قيام حرس حدود الاخيرة برفع علم بلادها على البئر الرابع من حقل الفكة النفطي في محافظة ميسان جنوبي العراق.
وشددد الهاشمي على أهمية إنصاف الجيش الذي "ظلمه بريمر والذي أجبر ضباطه على أن يكونوا في بيوتهم".
وكان الحاكم المدني الامريكي في العراق بول بريمر قد اتخذ قرارا عام 2003 بحل الجيش العراقي السابق والمؤسسات الامنية وبعض الوزارات من هيكل الدولة العراقية العاملة قبل الاحتلال.
واستعرض الهاشمي مواقف الجيش العراقي السابق، قائلا "لقد ترك الجيش في الماضي بصمات وحقق نجاحات كبيرة والشاهد على ما نقول هو قبور شهدائنا في فلسطين وفي سوريا وفي الأردن وشهدائنا الذين سقطوا في الحرب العراقية الإيرانية، هذا الجيش الذي عرف منذ يوم تأسيسه سيبقى الملاذ الأخير للملمات".
وجدد الامل في ان تكون مهام الجيش في حفظ الأمن الداخلي "مجرد مهام طارئة"، كي يعود مرة أخرى للدفاع عن الوطن وردع المعتدين والطامعين في هذا البلد، وتنصرف قوى الأمن والشرطة لمهام الأمن الداخلي، مبينا أن هذا الوضع يغري بعض الدول وخصوصا دول الجوار بالاعتداء على السيادة العراقية والتجاوز على ثروات العراق وعلى موارده.
ولفت الى اهمية الاستفادة من طاقات وخبرات قادة الجيش السابق وتسخيرها لتطوير امكانات الجيش العراقي الحالي، مبينا ضرورة أن يكون ولاء المؤسسة العسكرية للوطن، لا للطائفة أو الحزب، لأن العراق سيبقى في أمس الحاجة لجيش قوي مهني ولاؤه مطلق للعراق".
ويربط المراقبون بين حديث الهاشمي مع شريحة ضباط الجيش السابق، وتحضيراته الجارية لخوض الانتخابات البرلمانية التي ستجري في العراق في مارس/ آذار المقبل، حيث يقود الهاشمي كتلة (التجديد) المتحالفة مع القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الاسبق.(إفي)