تبقى حالة عدم اليقين مسيطرة على الأسواق الأوروبية مع تحضيرات الحكومات الأوروبية للمزادات و استمرار العائد على السندات الأوروبية حول مستويات غير مقبولة، و اليوم تتسلط الأضواء على المزاد الألماني لبيع السندات ذات أمد خمسة أعوام، هذا مع انتهاء اجتماع رئيسة صندوق النقد الدولي و المستشارة الألمانية مساء أمس.
قال ستيفن سيبرت المتحدث بأسم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بأن ميركل و رئيسة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد قد ناقشا في وقت متأخر الجهود لحل أزمة الديون الأوروبية والوضع في اليونان، أعلنت المستشار الألمانية و لاجارد مرة أخرى عن تأييدها لهدف تعزيز النمو والعمالة في أوروبا".
من المقرر اليوم أن تجتمع لاجارد مع الرئيس الفرنسي نيكولاس ساكوزي في باريس مع توقعات بتسليط المناقشات على أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو و الصعاب التي تواجه مسيرة النمو الاقتصادي الأوروبي و العالمي، و من المتوقع أن يجتمعا بتمام الساعة 11:00 في توقيت لندن.
بعد ساعة من هذا الاجتماع، من المتوقع أن تقدم كلا من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل و الرئيس الايطالي الجديد ماريو مونتي مؤتمر صحفي في برلين، لمناقشة أزمة الديون التي تواجه البلاد خاصة بعد أن لجأت مؤسسة التصنيف الائتماني فيتش بتحذير ايطاليا من احتمالية تخفيض التصنيف الائتماني للدولة.
كانت هناك أنباء متضاربة أمس من القارة الأوروبية، عندما قالت وكالة التصنيف الائتماني فيتش قال انه لا يتوقع تخفيض التصنيف الائتماني لفرنسا خلال العام الجاري، ولكن بلجيكا واسبانيا وسلوفينيا وايطاليا وقبرص وايرلندا تبقى تحت مراقبة مع احتمالية وضع التوقعات المستقبلية في المناطق السلبية،و من الممكن أن تواجه تخفيضا خلال الأشهر المقبلة.
حذرت"ميركل" في الاجتماع الأخير مع ساركوزي من أن خطة الإنقاذ الثانية الخاصة باليونان لن تر النور ما لم يتم احراز تقدم مع وفد الترويكا بما في ذلك عملية تخفيض قيمة السندات اليونانية لدى القطاع الخاص".
ضمن الحديث عن القضية نفسها فقد وافق صندوق النقد الدولي بأن تكون خطوط تبادل السندات اليونانية بناءا على الأسس التي تم الاتفاق عليها في 26 من تشرين الأول، وسوف يترتب على عملية تبادل تخفيض أو شطب 50 % من قيم السندات، و هذا ما يعني صافي قيمة الخسارة الحالية من بين 55 % و 60 %. يعتزم صندوق النقد الدولي البت في قرار قرض جديد لليونان بعد أن تم تأجيل الحديث عن الموضوع حتى شباط القادم.
تختبر الحكومة الألمانية اليوم قدرتها على تمويل نفقاتها الحكومية من خلال طرح سندات ذات أمد خمسة أعوام بقيمة 4 مليار يورو للمزاد العلني، بعد أن فشلت الحكومة في المزاد الماضي خلال الأسبوع الأسبق ببيع المستويات المستهدفة من السندات طويلة الأمد على الرغم من انخفاض العائد و تحسن الطلب.
فأقبال المستثمرين على شراء السندات الألمانية في الوقت الراهن يمثل ميل الأسواق إلى ملاذ أمان خاصة مع استمرار بقاء العائد على السندات الايطالية و غيرها حول المستويات العليا الغير مقبولة، و هذا ما سوف يوسع الفرق بين العائدين و يشير لارتفاع مخاوف المستثمرين من تفاقم أزمة الديون و عدم ثقة بقرب حل الأزمة و احتواء المعضلة.
ضمن الحديث عن المزادات الأوروبية، فقد بقي العائد على السندات الهنغارية بالأمس عند أعلى مستوى منذ عامين و نصف على الرغم من توجه وزير المالية الهنغاري إلى واشنطن لمقابلة ممثلي صندوق النقد الدولي لمناقشة خطة إنقاذ للبلاد، بدأ الوزير محادثاته طالباً من صندوق النقد الدولي حزمة مساعدات لدولته التي تعاني من أوضاع اقتصادية سيئة، خاصة بعد ان تم تخفيض التصنيف الائتماني للبلاد ببداية العام الجاري من قبل مؤسسة فيتش و المتبوع أصلا بتخفيض ستاندرد اند بورز له.
عزيزي القارئ، يوم مليء بالاجتماعات مع تسليط الضوء على المزاد الألماني ، لذلك لابد من توخي الحذر خاصة و أن الرؤية في أوروبا ليست واضحة مع توقعات بتفاقم أزمة الديون السيادية و احتمالية تخفيض التصنيف الائتماني لدول منطقة اليورو، و هذا ما سيكون له الأثر السلبي الواضح على مسيرة النمو الاقتصادي.