القدس، 19 يوليو/تموز (إفي): يبدو ان السلطات الاسرائيلية استفادت من دروس أزمة السفينة التركية "مرمرة" في التصدي لسفينة الكرامة الفرنسية التي نجحت في الاقتراب من سواحل غزة، رغم كافة الجهود التي بذلتها إسرائيل للحيلولة دون وصول سفن أسطول الحرية 2 لسواحل القطاع الفلسطيني المحاصر.
وتمكنت قوات البحرية الاسرائيلية صباح اليوم من السيطرة على "الكرامة"، الوحيدة ضمن أسطول الحرية 2 التي نجحت في مغادرة موانئ اليونان في طريقها لقطاع غزة، دون أن تؤدي هذه العملية إلى سقوط أي ضحايا أو وقوع أية إصابات، لتتجنب الدولة العبرية أزمة كتلك التي نجمت عن التصدي للسفينة التركية.
وأكد متحدث عسكري إسرائيلي لـ(إفي) ان عددا من الجنود صعدوا إلى متن السفينة دون أية مقاومة، مشيرا إلى سحبها إلى ميناء أشدود الاسرائيلي.
وفي السياق ذاته، ذكر بيان عسكري إسرائيلي أن الاستيلاء على "الكرامة" جاء بعد "استنفاد كافة الوسائل الدبلوماسية وتجاهل ركاب السفينة لكافة النداءات التي وجهت إليهم"، مشيرا إلى إنه إزاء رفض الطاقم التوجه إلى ميناء أشدود، تعين على الجنود أن يصعدوا على متن السفينة.
وأوضح البيان أن الجنود الاسرائيليين حرصوا على "اتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية من اجل تجنب إلحاق أي أذى بالنشطاء"، وأضاف أنه "بعد ان صعد الجنود على متن السفينة قاموا "بالاطمئنان على الحالة الصحية لركابها وقدموا لهم الطعام والشراب".
ومن المقرر ان يتم استجواب النشطاء العشرة الموجودين على متن السفينة، إلى جانب طاقمها وثلاثة من الصحفيين المرافقين، من قبل الشرطة قبل أن يصبحوا تحت تصرف وزارة الداخلية وسلطة الهجرة.
ونقلت صحيفة هآرتس العبرية، التي توجد إحدى صحفياتها على متن الكرامة، بأن الأوامر بالاستيلاء على السفينة الفرنسية صدرت مباشرة من رئيس أركان حرب الجيش الاسرائيلي بني جانتس بعد ان رفض طاقمها تغيير وجهتها.
وكانت سفن تابعة للبحرية الاسرائيلية قد بدأت في تعقب "الكرامة" عندما أصبحت على بعد 50 ميلا بحريا من سواحل غزة، قبل أن تحاصرها عدة سفن حربية وتطالبها بالكشف عن وجهتها وما إذا كانت تحمل أية أسلحة.
وأجاب النشطاء الموجودون على السفينة بأنهم لا يحملون أية أسلحة وان وجهتهم هي ميناء غزة.
وأجرت السفن الاسرائيلية اتصالا بالسفينة الفرنسية، وطالبت طاقمها بتغيير مسارها، وإلا فإنها ستكون عرضة للاحتجاز من جانب الجيش وصعود جنوده على متنها.
وقال متحدث باسم الجيش الاسرائيلي لـ(إفي) أنه تم إبلاغ النشطاء على متن الكرامة بأنهم "يقتربون من منطقة تحت الحصار"، مشيرا إلى أن الخيارين المطروحين أمام السفينة يتمثلان في العودة إلى مصر، أو التوجه إلى ميناء أشدود الاسرائيلي.
ومن جانبه، صرح جوليان ريفوار، المتحدث باسم منظمة "سفينة لغزة" الفرنسية، إحدى الجهات المسئولة عن تنظيم أسطول الحرية2 ، لـ(إفي) من باريس بأن "الكرامة" تم اقتحامها "بشكل غير قانوني في المياه الدولية، بينما كانت على بعد 40 ميلا بحريا من سواحل غزة".
وامتنع الجيش الاسرائيلي من جانبه عن التعليق لـ(إفي) حول ما إذا كانت عملية الاستيلاء على السفينة قد تمت بالفعل في المياه الدولية أم في المياه الاقليمية لقطاع غزة.
وقال ريفوار :"إنها المرة الثانية التي تقوم فيها إسرائيل بالسيطرة على سفينة تحمل وفدا سلميا يرغب في الوصول الى قطاع غزة حاملا رسالة دعم من المجتمع الدولي".
وأضاف أن "صعود الجنود على متن سفينة مدنية في المياه الدولية هو أمر غير شرعي مثله كالحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع المحاصر".
وكان نشطاء "الكرامة" العشرة قد أعلنوا أنهم يمثلون كافة سفن الأسطول العشرة، التي منعتها السلطات اليونانية من مغادرة موانئها عبر وسائل مختلفة، من بينها فرض المزيد من الإجراءات الروتينية، إلى جانب تعرض بعضها لعمليات تخريبية.
وشنت الدولة العبرية خلال الأسابيع الماضية حملة ضغوط دبلوماسية مكثفة لمنع خروج سفن "الحرية 2" ووصولها إلى غزة، بعد أن تعرضت لانتقادات حادة بعد استخدامها القوة ضد أسطول "الحرية 1" في مايو/آيار من العام الماضي، ما أسفر عن مقتل تسعة نشطاء اتراك. (إفي)
م و/ م ز/ع ن
|Q:POL:ar-EG:11001003:سياسة:دفاع:اجراءات أمنية DCG:ar-EG:16011000:إظطرابات ونزاعات:أزمات|